مساهمات في دفع نسبة 50 في المئة من رسوم تسجيل 1473 طالباً...وعود بحل سريع للنقص في معلمي المدارس الرسمية في طرابلس

تتكثف المساعي والاتصالات في طرابلس لإيجاد حل سريع لأزمة النقص الحاد في معلمي المواد التعليمية الأساسية في عدد كبير من المدارس الرسمية، والتي نتجت عن المناقلات التي شملت الأساتذة المتعاقدين الناجحين في الامتحانات، والتشكيلات التي تجريها وزارة التربية قبل بداية كل موسم تربوي. وأدت إجراءات المناقلة والتثبيت إلى خلل كبير في مدارس منطقة الشمال ترجم بنقص كبير في المعلمين في مدارس طرابلس المكتظة بالطلاب، وبفائض في مدارس الاقضية الشمالية، ما يجعل كثير من الطلاب الطرابلسيين يمضون حصص الرياضيات والعلوم واللغة الفرنسية في الملعب ومنهم من هم في مرحلة الشهادة المتوسطة.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل يضاف إلى النقص الحاد، أزمة غياب الطلاب عن المدارس الرسمية بفعل إحجام العديد من فقراء المدينة عن تسجيل أولادهم بالرغم من دخول العام الدراسي شهره الثاني، بانتظار إيجاد حل لهم. وسجل في هذا الإطار مبادرة قامت بها بلدية طرابلس تمثلت بصرف مبلغ 14 مليون ليرة مساهمة منها في دفع نسبة 50 في المئة من رسوم التسجيل لـ 1473 طالبا بدأوا الالتحاق بصفوفهم اعتبارا من يوم أمس، وذلك في أكثر من 20 مدرسة في مناطق التبانة وجبل محسن والقبة والزاهرية والحدادين والأسواق وغيرها من المناطق الشعبية، ليقتصر عدد الطلاب غير المسجلين بحسب بعض الجداول على نحو 200 طالب تسعى الهيئة الاستشارية العليا لمجالس الأهل إلى تأمين دفع رسومهم.
وكان وفد من الهيئة الاستشارية زار وزير التربية الدكتور حسن منمينة ووضعه في الأوضاع المأساوية التي تعيشها مدارس طرابلس التي تسجل في كل عام إنجازات كبيرة على صعيد تقديم أفضل النتائج في الامتحانات الرسمية، مطالبا إياه بالتدخل السريع لإيجاد الحلول الناجعة. وسارع الوزير منيمنة (بحسب الهيئة) الى تكليف المدير العام الدكتور فادي يرق لمعالجة الأمر، فضلا عن إعادة بعض صلاحيات رئيس المنطقة التربوية في إجراء دراسة حول الفائض الموجود في مدارس الشمال وإجراء مناقلات سريعة في صفوف المعلمين لسد العجز الحاصل في المدارس التي تشملها أزمة النقص الحاد.
وشكل المؤتمر السنوي العام للهيئة الاستشارية العليا لمجالس الأهل الذي عقد في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي مناسبة لإطلاق صرخة لإنقاذ العام الدراسي في طرابلس قبل فوات الأوان، حيث طرح على بساط البحث الإهمال المستشري الذي تعانيه منطقة الشمال عموما وطرابلس بشكل خاص. وقد شهد المؤتمر مداخلات من العيار الثقيل طالبت المسؤولين المعنيين في الوزارة بتحمل مسؤولياتهم، إلا أن رئيس الهئية عبد الحميد عطية ورئيس المنطقة التربوية في الشمال حسام الدين شحادة، ابلغا المجتمعين أن المعالجات لسد النقص الحاصل قد بدأت، وأكد شحادة أن المناقلات ستجري خلال الأسبوع الجاري وستشمل كل المدارس، لافتا إلى انه مع نهاية الأسبوع لن يكون هناك أي نقص لأي معلم يعطي مادة أساسية في أي مدرسة ضمن مدينة طرابلس.
وإذ شدد نائب رئيس بلدية طرابلس جورج جلاد على ضرورة تماسك لجان الأهل وتضامنهم لتحصيل حقوق أبنائهم وتطوير المدارس الرسمية... دعا عضو المجلس البلدي خالد صبح إلى ضرورة اعتماد مجانية التعليم ومجانية الكتاب المدرسي، مؤكدا أن لا تطور ولا إنماء ولا علم ولا معرفة ولا امن ولا استقرار من دون مجانية تعليم تجبر الأهالي على إرسال أولادهم إلى المدرسة، وتساهم في تقديم أفضل تعليم للطلاب من مختلف الأعمار والمراحل، لأننا من خلال ذلك فقط نقضي على الجهل والتخلف والأمية، ونضع حداً لحالات التسرب المدرسي وعمالة الأطفال التي بدأت تشكل كابوساً حقيقياً على مدينة طرابلس في ظل الأرقام المرتفعة والمخيفة التي تظهرها دراسات المؤسسات المدنية والدولية على حد سواء.
من جهته، أشار رئيس الهيئة الاستشارية عبد الحميد عطية إلى أن مسارعة الأهالي إلى تسجيل أولادهم قد ضرب وحدة مجالس الأهل، مؤكدا أنه في العام الماضي لم نرضَ بدفع رسوم لمجالس الأهل مهما كانت الظروف والمعطيات ومهما بلغت الضغوطات، مشدداً على الالتزام برسم الخزينة الذي يتراوح بين 20 إلى 30 ألف ليرة عن كل طالب، داعياً إلى ضرورة العودة إلى نظام مجالس الأهل وصلاحياتها، رافضاً أن تكون هذه المجالس شهود زور ضمن مدارسها.
كما دعا عطية الجميع إلى التعاون من اجل إنجاح المهرجان التربوي السنوي من خلال العمل على إظهار وصقل المواهب الفنية ضمن المدارس الرسمية.
من جهته، شكر رئيس المنطقة التربوية حسام شحادة بلدية طرابلس على مبادرتها، لافتاً الى أن مبادرتها تؤكد شراكتها للمدرسة الرسمية، واعداً بحل شامل لأزمة النقص في المعلمين بعد استعادة المناطق التربوية لصلاحيات إجراء تحريك في صفوف المعلمين.