عقدت جمعية "نحو المواطنية" جلسة حوار حملت عنوان: "النساء في الشوارع ليلا: متنفساً للضائقة الاجتماعية؟"، مع الأخصائية الاجتماعية في جمعية "دار الأمل" نهاد بستاني في "مقهى 101" في الصنائع وبمشاركة الأخصائية الاجتماعية في الدار هبة أبو شقرا وعدد من المهتمين بهذا الشأن.
وأكدت بستاني في مداخلتها على جملة من الأسباب الإجتماعية التي تؤدي إلى ممارسة الفتيات للدعارة ومنها تعرّض الفتاة لتعدٍّ جنسي في سنّ مبكّر أو وقوعها ضحية "سفاح القربى" وسوء المعاملة والتعرّض الدائم والمستمر للتعنيف والإيذاء المادي والمعنوي وتهميش دورها في المنزل. وأضافت أن من الأسباب الأخرى بيعها للعمل في البيوت وللقوّادين، والترعرع ضمن بيئة تتعاطى الدعارة والمخدرات وتزويج الفتاة في سن مبكّر وعدم الحيازة على أوراق ثبوتية يرتبط بعدم الشرعية. وأشارت بستاني الى أن كل هذه الأسباب تخلق خللاً في تركيب الهوية النفسية من جهة، وبناء الهوية الاجتماعية من جهة أخرى مما يساعد في انتشار هذه الظاهرة. كذلك تطرقت الى فساد الصحبة بين المراهقات والتفكك الأسري والمشاحنات الدائمة بين الأهل وحالات الطلاق والمساومة على حق حضانة الأطفال واستغلال المجتمع الذكوري لحالات مصابات بالتخلّف العقلي.
ولاحظت الدراسة التي قامت بها بستاني وأبو شقرا انطلاقاً من الحالات التي تتم معالجتها في الدار التي تعنى بتلك الشريحة من المجتمع، أن الغالبية الساحقة من بينهن ينتمين إلى الفئة العمرية 16-35 سنة، وهن إما أمّيّات او أنهين المرحلة الابتدائية، أما بالنسبة للوضع العائلي فهن إما عزباوات مع أولاد ومتزوجة من دون أولاد أو متزوجة مع أولاد أو مطلّقة، كما أن البعض يتزوجن من قوادين فيمنعن من الإنجاب أو يخضعن للأجهاض بحال حملن لأنهن يشكلن مصدراً لكسب المال. (السفير، المستقبل 5 كانون الثاني 2010)