نظم "المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق " حلقة مناقشة بعنوان "قطاع التعليم ما قبل الجامعي: نحو إستراتجية وطنية". في فندق الكورال بيتش.وحضر ممثلا وزير التربية المستشار مازن الخطيب وعدد من الخبراء المعنيين بالشأن التربوي وجمع من الأكاديميين والباحثين وممثلي المؤسسات التربوية.
قدم للحلقة وأدارها الدكتور محمد طي الذي اعتبر أن التعليم في لبنان يعاني معوقات مزمنة منها عدم انضباطه دائما حسب المعايير الوطنية، إذ يخضع غالبا للعوامل الطائفية والسياسية.كما يعاني ضعف التأهيل. وانحدر مستوى التعليم عموما ، فيما البنية التحتية غير ملائمة على صعيد الأبنية أو التجهيزات أو المساواة بين المناطق.
وأوضح رئيس المركز السيد عبد الحليم فضل الله ان الحلقة تأتي في إطار الاطلاع على أوضاع عدد من القطاعات الحيوية لتكوين رؤية إصلاحية شاملة وأن القطاع التربوي نقطة تقاطع لمجموعة مسارات سياسية واجتماعية واقتصادية ولا يمكن التطلع الى تحقيق المساواة بدون القضاء على فجوة توزيع التعليم داخل لبنان.
وقدم الدكتور عدنان الأمين ورقة العمل الرئيسية في الحلقة فاعتبر ان إستراتجية التعليم الأساسي يجب ان توفر التعليم على أساس تكافؤ الفرص، ملاحظا ان نسب الالتحاق بالتعليم الابتدائي مرتفعة لكن نسب التسرب بعد الالتحاق مرتفعة.
وعرض الدكتور الخطيب خطوات الوزارة بدءا بتفعيل مرحلة رياض الأطفال في المدارس الرسمية/ واقر بان الاندماج الاجتماعي لم يتحقق في لبنان من خلال قطاع التعليم الرسمي منه والخاص على حد سواء، وذلك بسبب التدخل الكبير للأفرقاء السياسيين في المناقلات بين المناطق للمعلمين في القطاع الرسمي واعتماد المدارس الخاصة برامجها الدينية والسياسية والاجتماعية التي هي أبعد ما تكون عن تحقيق الاندماج.
وناقش الورقة التي أعدها الدكتور الأمين عدد من الخبراء فشدد الدكتور عماد سماحة على أهمية تأسيس مجتمع المواطنة الذي يكرس قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات.
ورأت الدكتورة تيريز الهاشم ان المطلوب هو تحقيق التنمية المستدامة وليس النمو وحسب.
واكد الدكتور حسين بدران على أهمية العمل التربوي في النهوض بالمجتمعات على الأصعدة كافة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، مستشهدا بألمانيا واليابان خلال الحرب العالمية الثانية.
واعتبر الدكتور حسين جمول أن دور وزارة التربية يجب ان يتعدى دور تسيير مؤسسات التعليم الرسمي الى السعي لتطويره وزيادة تنافسيته وتعزيز الثقة به.
أما الدكتور محمد شيا فقال ان النظام التربوي ما زال يعيد إنتاج النظام السياسي الطائفي الذي يولد الحروب الأهلية والأزمات السياسية حقبة بعد حقبة، وذلك من خلال محتوى المناهج وسياسية التوزيع الطائفي وغياب الرقابة وتخلل الندوة حوار مفتوح.(النهار 2 كانون الأول2010)