هل انتهت عرقلة بناء مستشفى صور؟

هل ستصدق الوعود هذه المرة ويشرع ببناء مبنى جديد لمستشفى صور الحكومي؟ التأجيل المستمر، الذي يبدو أن السياسة تقف وراءه، يجعل التساؤل منطقياً رغم الإشارات التي ظهرت أخيراً بإمكان بدء العمل المنتظر. ففي الأرض التي خصصت للموقع الجديد، والتي تبلغ مساحتها 10700 متر مربّع، جال وفد من «البنك الإسلامي» ومن وزارة الصحة ومجلس الإنماء والإعمار الأسبوع الماضي، فيما ينتظر أبناء المنطقة منذ عام 2006 انطلاق الأعمال. فبعيد عدوان تمّوز أعلنت الحكومة الكويتية والبنك المذكور تقديم هبة للبنان، قيمتها 10 ملايين دولار، لبناء المستشفى الجامعي ليكون بديلاً للمبنى الحالي. غير أن الأموال بقيت محجوزة في الخزينة العامّة، وبقي المشروع غائباً إلى درجة أنّ وزير الصحة محمد جواد خليفة كان قد وعد منذ عامين تقريباً بوضع الحجر الأساس «خلال أسابيع»! وبحسب مصدر في إدارة المستشفى، فإنّ أسباباً سياسيّة تقف وراء تنفيذ المشروع؛ لأن الحكومة حتى ذلك الوقت لم تكن قد أعطت الأمر بإنجاز الدراسات الهندسية للمبنى الجديد في مديرية المباني في وزارة الأشغال، رغم توافر الأموال. ونقل المستشفى من المبنى القديم الذي أنشئ عام 1958 في مخيّم البص، ضروري نظراً لحاجة المنطقة إلى مركز استشفائي رسمي قادر على استيعاب حالات الطوارئ. وإذا ما أُنجز المستشفى، فسيتوجه المواطنون إليه بدلاً من المستشفيات الخاصة الباهظة الكلفة التي يضطرون إلى دخولها بسبب عدم دعم وزارة الصحة للمستشفى، رغم أنّها ترصد المليارات للمؤسسات الخاصة. والمبرر بحسب المصدر نفسه هو أنّ «إدارته عسكرية تابعة للجيش لا للوزارة». ويخشى بعض المعنيّين من المماطلة في بناء المستشفى ثم تجهيزه على غرار مستشفى تبنين الحكومي الذي أنجز بناؤه عام 2000، غير أنّه لم يُشغّل بالكامل؛ «لأن الحكومة لم تصرف المبالغ المطلوبة». ويعتمد المستشفيان منذ عام 2006 على الدعم الأجنبي والمحلّي.