نشرت صحيفة «السفير» تحقيقاً حول الصحة النفسية للبنانيين مستندةً فيه على «الدراسة الوطنية لتقييم الصحة النفسية للبنانيين» التي نفذتها جمعية «إدراك» ما بين العامين 2003-2002 في إطار دراسات عالمية أجريت بعنوان «صحة العالم النفسية والعقلية 2000» وشملت أكثر من 29 بلداً حول العالم من بينها لبنان. وتكمن أهمية هذه الدراسة في إنتاجها معطيات دقيقة توثق للمرة الأولى مؤشرات محددة عن الصحة النفسية للبنانيين بعيداً عن النقاشات
التكهنية التي كانت تدور في لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية، وما تخللها وتبعها من اعتداءات إسرائيلية متتالية كان آخرها عدوان 2006.
وأظهرت الدراسة أن نصف اللبنانيين تقريباً (47.0% منهم) تعرضوا لحادث أو حادثين خلال الحرب، فيما تعرض ربعهم لثلاثة أو أكثر، وهناك 17% من البالغين اللبنانيين ينطبق عليهم على الأقل معيار واحد من معايير تشخيص الإصابة بالاضطراب النفسي في السنة التي سبقت إجراء الدراسة. في المقابل، تنطبق على حوالى ربع العينة (25.8 في المئة) عوارض المعاناة من الاضطراب النفسي لمرة واحدة على الأٌقل في حياتهم حتى ساعة البحث، ومن بين هؤلاء 10.5 في المئة عانوا أكثر من اضطراب نفسي واحد في حياتهم. وتبين من خلال الدراسة، أيضاً، أن اضطرابات القلق كانت أكثر انتشاراً (16.7 في المئة) من اضطرابات المزاج (12.6 في المئة) ومن التحكم بالاندفاع (4.4 في المئة) وسوء استعمال المخدرات والإدمان عليها (2.2 في المئة). وكذلك، أشارت إلى أن التفشي الأهم للاضطراب الفردي ضمن فئة اضطرابات المزاج كان الاكتئاب بنسبة (9.9 في المئة)، وأن الاضطرابات تختلف وفقاً للفئة العمرية، وهي ثابتة في انتشارها في الفئة العمرية الشبابية. وكشفت الدراسة، أيضاً، ان النساء يعانين اضطرابات القلق والمزاج في حياتهن أكثر من الرجال، في حين أن الرجال، يعانون اضطرابات سلوكية أكثر، وسوء استعمال المخدرات والإدمان عليها. (السفير 21 كانون الثاني 2011)