الجامعة الاميركية و"مؤسسة الفكر" اطلقتا المرحلة الثانية من "تمام"

أطلقت الجامعة الاميركية في بيروت و"مؤسسة الفكر العربي" المرحلة الثانية من مشروع "التطوير المستند الى المدرسة في العالم العربي" ("تمام")، في ندوة افتتاحية لثلاثة أيام من ورش العمل التقويمية لثلاثة أعوام من عمر المشروع في الأردن والسعودية ولبنان، يشارك فيها اساتذة في عدد من المدارس العربية.
وتحدث في الافتتاح الذي أقيم في مبنى "كولدج هول" في حرم الجامعة، الدكتور مراد جرداق من دائرة التربية، الذي اعتبر ان تمديد المشروع "نقله الى مرحلة ثانية". تلاه وكيل الشؤون الاكاديمية في الجامعة الدكتور أحمد دلال، الذي شكر "مؤسسة الفكر العربي" لتعاونها في "المشروع الريادي"، وأعلن بدء المرحلة الثانية التي تستمر أربع سنوات وستشمل الى الدول المذكورة، البحرين ومصر وسلطنة عمان. وأشاد بالمشروع وأسئلة البحث التي يطرحها، مشيراً الى ان المرحلة الثانية ستبنى على الخبرة المكتسبة من الاعوام الماضية لتطوير نماذج إضافية في العمل، ومؤكداً ان الجامعة الاميركية "تفيد من المشروع بطرق عدة، اهمها انه يدخل في إطار رسالتها لتوفير التعليم والبحث لمواطني المنطقة العربية".
وأعرب الامين العام للمؤسسة الدكتور سليمان عبد المنعم عن "اقتناع متزايد بجدوى المشروع، وهي نظرة تترسخ عاماً بعد آخر، ونرى أنفسنا في صدد مشروع جاد ذي مغزى عميق. ففي العصر الحالي يشكل التعليم كل رهاننا الحضاري، وهو الاهم للدول الاقل تقدماً لدوره في تبديد مناخات التوتر بين المجتمعات". وشكر الجامعة "لاتاحتها تنظيم مثل هذا المشروع الجاد والواعي والمستنير"، داعياً المشاركين الى "الثقة باستمراره، اذ اننا اعتدنا في العالم العربي مشروعات ذات نفس قصير".
يشار الى ان "تمام" انطلق عام 2007 بموجب تعاون بين الجامعة الاميركية و"مؤسسة الفكر العربي"، وصمم "لتعزيز الدعم من القمة الى القاعدة لاحداث تغيير من القاعدة الى القمة"، بهدف "تحليل عملية التطوير المدرسي لتحديد العوامل التي من شأنها تعزيزه او تلك التي تمثل عائقاً امامه"، عبر السعي الى "ايصال النتائج الى أصحاب القرار وواضعي السياسات التربوية". كما يهدف المشروع الى "تطوير نظرية للتغيير التربوي تستمر فعالياتها على المدى البعيد، وتستند في شكل كامل الى الممارسات التربوية المدرسية، بما يسمح ببناء القدرات المؤسساتية الضرورية لاحداث التطوير (...)".
اما المرحلة الثانية التي أعلن اطلاقها امس وتستمر حتى 31 كانون الاول 2014، فتركز على ثلاثة أهداف:
- تحقيق الاستدامة لما اكتسبته المدارس التي شاركت في المرحلة الاولى، ودعمها بالمواد الموارد العلمية والتدريب المستمر لفرق العمل.
- العمل على توسيع إطار "تمام" عبر تأسيس مراكز في الدول المشاركة والاستمرار في تمكينها من أداء دور مماثل، وتأليف فرق عمل وطنية في الدول الثلاث الجديدة (مصر والبحرين وعمان)، ودعوتها الى المشاركة في بناء القدرات التي انجزتها مدارس المرحلة الاولى.
- تطوير إطار البحث لمعالجة القضية البحثية الرئيسية للمشروع، وتطوير هيكلية البحث لدعم النشاطات البحثية العائدة لـ "تمام" وتوثيقها. وستشمل المرحلة الثانية أربعة نشاطات رئيسية: الاستمرار في تمكين المدارس الخاصة المشاركة في المرحلة الاولى وتأسيس فرق عمل محلية لتوسيع دائرة المشروع ضمن دول المرحلة الاولى، انجاز عملية تمكين القدرات ضمن المدارس الرسمية اللبنانية المشاركة، توسيع نشاطات "تمام" في دول ومدارس جديدة، وتوسيع دائرة البحث في السؤال البحثي الرئيسي للمشروع.

"عربي 21"
وأفادت "مؤسسة الفكر" من إطلاق المرحلة الثانية للتعريف بمشروع رأت فيه "توأماً لتمام"، بحيث اشارت الامينة العامة المساعدة للمؤسسة الدكتورة منيرة الناهض الى ان "عربي 21" يرتبط برؤية المؤسسة "والحفاظ على القيم والهوية وثوابت الامة العربية".
وعرضت هنادة طه وايفا أسد للمشروع الذي يركز على اللغة العربية "كأداة تفكير وتواصل وتعبير عن الفكر"، انطلاقاً من نتائج امتحانات دولية "اظهرت ان أولادنا لا يتقنون اللغة التي بها يتعلمون ويفكرون، خصوصاً في مجالات التحليل النقدي والاجابة عن أسئلة كيف وماذا وما رأيك". واذ اوضحتا ان "معظم المناهج التعليمية في العالم العربي تدرّس بالعربية مما يخلق رابطاً محورياً بين اتقان اللغة والتحصين الدراسي"، شددتا على دور اتقان اللغة "في توفير الامن الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، فمن دون لغة أم لا امكان لتكوين الهوية". ولفتتا الى ان رؤية المشروع تسعى الى "انسان عربي قادر على التفكير بالعربية والتواصل بها للتعلم والعمل والحياة، وصولاً الى تكوين الهوية"، ورسالته "المساهمة في تطوير تعلم اللغة العربية لتلبية حاجات الافراد والمجتمع العربي في القرن الحادي والعشرين"، مركزاً على ستة محاور هي: التطوير المهني للمدرسين، والمعايير والمناهج والتقويم، والمواد التعليمية بدءاً من الطفولة المبكرة، والبحوث، وتغيير التوجهات عبر الحملات القرائية والمجالس المحلية للقراءة وغيرها، والدعم والتأييد.
وستقوم المؤسسة في إطار المشروع بإطلاق موقع الكتروني يوفر مواد تعليمية وبحوثاً ومقالات وشرائط فيديو لأفضل طرائق تعليم اللغة، وتقويم واقعها، وتحديد عوائق تعليمها واقتراح الحلول، وإعداد معاييرها وأساليب تقويم شاملة.(النهار 185 كانون الثاني2011)