توالت الاجتماعات أمس، من أجل حل وتطويق ذيول قضية الإشكالات المتكررة بين الطلاب اللبنانيين وبين الطلاب السوريين في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية في المبنى الجامعي في الحدث، والتي وصلت الى درجة دفعت ببعضهم الى المطالبة بالعودة للدراسة في سوريا، علما أن نسبتهم في السنة الأولى حقوق وحدها تصل الى ثلث عدد الطلاب ككل.
وأثمر اجتماعا الأمس، بالإضافة الى «الغداء» الذي أقامته حركة «أمل» في مطعم «الساحة»، قرارا بتشكيل لجنة تعنى بمطالب الطلاب السوريين ومتابعتها مع إدارة الجامعة.
وكانت ثلاثة إشكالات قد وقعت في أقل من أسبوع، اعتبر طلاب سوريون أنها نتيجة «غبن» و»مضايقات» يتعرضون لهما من قبل مجلس فرع الطلاب الذي تسيطر عليه «حركة أمل» في الكلية، ومن قبل طلاب لبنانيين آخرين. وكان عدد من الطلاب السوريين قد اعتصموا أمام سفارة بلادهم مطالبين بحل جذري للمشكلة.
وعند ظهر الأمس، التقى كل من نائب رئيس «الإتحاد الوطني لطلبة سوريا» كنج فاضل ـ الذي زار بيروت لتلك الغاية ـ والقائم بالأعمال القنصلية في السفارة السورية غسان عنجريني، والملحق الثقافي فيها محمد الأحمد بمدير الكلية د. محمد المنذر في مكتبه لبعض الوقت، قبل الانتقال الى قاعة الاحتفالات في الجامعة للاجتماع بالطلاب السوريين، بحضور عميد الطلاب والشباب في «الحزب السوري القومي الاجتماعي» صبحي ياغي.
واستمر الاجتماع أكثر من ثلاث ساعات في القاعة التي تتسع لنحو أربعمئة كرسي، «وكانت ممتلئة بالكامل ما اضطر عدد من الطلاب إلى متابعتها وقوفا»، بحسب ما أكد مصدر من إدارة الكلية.
وقال طالب سوري من طلاب السنة أولى حقوق (تحفظ عن ذكر اسمه)، كان قد حضر جزء من الاجتماع أن «الطلاب السوريين أجمعوا على مطلب نقل ملفاتهم الدراسية إلى سوريا بسبب المعاملة السيئة والإهانة اللتين يتعرضان لهما في الكلية».
وأشار إلى أن ممثل إتحاد الطلبة «كان يستمع طوال الوقت إلى مطالب الطلاب السوريين ويدونها على ورقة». وأكد أن القوى الأمنية لم تسمح له بالدخول إلى القاعة التي أقيم فيها الاجتماع إلا بعدما تأكدت من هويته السورية.
ولا يسمح النظام التربوي في سوريا للطلاب الفائزين بالثانوية العامة بالانتساب إلى كلية الحقوق إلا بعد الحصول على معدل علامات معين في امتحانات الثانوية، بينما يحق للطلاب السوريين التسجيل في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية مهما كانت معدلاتهم في الثانوية العــامة في ســـوريا، ومن دون الخضوع لامتحان دخــول.
ويتفق طالب سوري من طلاب السنة الأولى في الحقوق مع زميله على أن «الطلاب السوريين توحدوا على مطلب واحد وهو نقل ملفاتهم إلى سوريا». ولفت الطالب الذي يتحدر من محافظة الحسكة إلى أن «مندوب إتحاد الطلبة وعدنا بنقل آلامنا وأوجاعنا إلى المسؤولين المعنيين في سوريا»، مشيرا إلى أن طلابا سوريين من كليات وجامعات أخرى حضروا الاجتماع.
وفي ختام الاجتماع الطويل، الذي بيّن الحاجة الى معالجة «لبنانية» وأخرى «سورية»(مسألة نقل الملفات الدراسية إلى سوريا)، لم يبلغ الوفد السوري قبل مغادرته الكلية أي مطالب لمديرها د. محمد المنذر، بحسب ما أشار الأخير لـ»السفير».
وقال القائم بالأعمال القنصلية في السفارة السورية غسان عنجريني لـ»السفير» إنه تم خلال الإجتماع الإستماع إلى مشاكل الطلاب السوريين «وهي طلابية بحتة ومن بينها التأخير في إصدار البطاقات الجامعية، والشكوى من نسبة النجاح المتدنية في الامتحانات، وغياب ممثل عنهم في مجلس فرع الطلاب (بحسب ما يفرضه قانون الجامعة اللبنانية)».
وأكد أن «الحل يكون بتشكيل لجنة طلابية ممثلة للطلاب السوريين على مستوى كلية الحقوق، لا تدخل في مجلس الفرع، لكنها تمثلهم أمام إدارة الجامعة على الأقل». أما حول موضوع نقل الملفات الدراسية فشدد على أنه «سيدرس في سوريا»، مشيرا ردا على سؤال الى أن «بعض الطلاب الذين رفعوه يخافون ألا تحلّ مشاكلهم بسرعة ففكروا به حتى لا يضيع العام الدراسي عليهم».
وبعد غداء «متأخر» أقامته «حركة أمل» على شرف الوفد السوري في «مطعم الساحة»، عقد اجتماع ثان، بدعوة من عمدة التربية والشباب في «الحزب السوري القومي الاجتماعي»، حمل العنوان نفسه، دام نحو ساعة ونصف وشارك فيه ممثلون عن المنظمات الشبابية والطلابية الحليفة لسوريا بالإضافة إلى كل من فاضل، وعنجريني، والأمين العام «لمنظمة الشباب التقدمي» ريان الأشقر، في مقر «الحزب القومي» في الروشة.
وأكدت المنظمات المجتمعة على «عمق العلاقة المتينة التي تجمعها بالاتحاد الوطني لطلبة سوريا والتاريخ النضالي الطويل المشترك على الصعد الوطنية والقومية كافة».
ودان المجتمعون «الإشكال الفردي الذي حصل في الجامعة اللبنانية وما تبعه من تطورات»، مؤكدين رفضهم «تضخيمه إعلاميا ومحاولة البعض استغلاله وإعطاءه أبعادا سياسية»، معتبرين أن «الطلبة السوريين هم جـــزء من طلاب الجـــامعة اللبنانية وأن القضايا الطلابية واحدة».
وتمنوا على إدارة الجامعة «معالجة المشاكل الإدارية التي تواجه جميع الطلاب اللبنانيين وغير اللبنانيين، والتي ستعمل المنظمات على متابعتها».
ومن المفترض أن تستكمل الامتحانات في الكلية يوم غد الجمعة وفقاً لبرنامجها المحدد سابقاً. وذلك بعدما كانت قد توقفت يوم أمس الأول، إثر الإشكال الأخير، بين عدد من الطلاب اللبنــانيين وآخرين من السوريين.(السفير 24 شباط2011)