أمس، كان طلاب ثانوية الروضة فلسطينيين. ساروا افتراضياً، من خلال الصور التي عرضتها عليهم الأونروا على شاشة عملاقة، في أزقة المخيم. دخلوا بعض منازل اللاجئين وغرفهم الضيقة. مروا تحت خراطيم المياه والأسلاك الكهربائية التي تتعانق في فضاء المخيم. سافروا من مقاعدهم ليشاهدوا الدمار وعملية إعادة البناء في مخيم نهر البارد. تعرفّوا أكثر إلى دور الأونروا في تقديم المساعدات الصحية والتعليمية للاجئين.
على مدى ساعتين، جال طلاب ثانوية الروضة على المخيمات ليعيشوا تفاصيل المعاناة التي يحياها أبناء المخيمات. بعض الطلاب علّقوا بأنهم يعرفون هذه المعاناة؛ لأنهم كانوا قد «زاروا مخيم برج البراجنة الذي لا يبتعد كثيراً عن المدرسة والبيت»، كما قال محمد أبو عاصي. هكذا، ضمن مشروع الأونروا «العيش بكرامة» لتعريف الشباب اللبناني بطبيعة المجتمع الفلسطيني، ولكسر الصورة النمطية السيئة المطبوعة في أذهان اللبنانيين عن اللاجئين، نقلت الوكالة الصورة الجميلة، بالإضافة إلى المعاناة التي يعيشها أبناء المخيمات إلى عيون طلاب الروضة؛ فرأى المدير العام للمدرسة محمد شلهوب، في كلمته أنه «كلما تمسكت المجتمعات بالقيم، كانت السعادة أقرب»، مشيراً إلى أن «السلام الحقيقي يتطلب الوقوف مع الحق وأصحاب الحق». ثم تحدثت هدى السمرة عن تاريخ تأسيس الوكالة التي كانت مهمتها تقديم الخدمات الأساسية للاجئين من تعليم وطبابة، على أن يستمر عملها لثلاث سنوات، لكن «عملنا بقي إلى يومنا هذا». بعد الكلمات، أجاب المدير العام للأونروا في لبنان سلفاتوري لومباردو عن أسئلة الطلاب. كان منها الآتي: ما الذي حققته للفلسطينيين من خلال عملك؟ لماذا لا تقوم الأمم المتحدة بحلّ الصراع العربي الإسرائيلي من جذوره بدلاً من تقديم المساعدات للفلسطينيين؟ هل تستقبلون متطوعين في مكاتبكم؟ إجابات لومباردو كانت كافية لتشرح للطلاب طريقة عمل الوكالة. أما عن «الصراع العربي الإسرائيلي، فإن الأمم المتحدة لا تملك السلطة لتفرض رأيها على الأطراف المتنازعة».
بعد انتهاء النقاش قدّمت فرقة التراث الفلسطيني عرضاً لقي اهتمام الحضور. فمنهم من شاهد الرقصات الفولكلورية واستمع إلى الأغاني التراثية الفلسطينية للمرة الأولى. هكذا، وقف الحضور ليصفقوا ويرقصوا على أنغام «علّي الكوفية علّي ولولح بيها». وانتهى النشاط بكلمة مرتجلة من لميس الأشقر، الطالبة الفلسطينية في ثانوية الروضة لتشكر مدرستها التي جعلتها تفتخر بفلسطينيتها.(الأخبار26شباط2011)