للمرة الثانية في أقل من شهر، نفذ طلاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ـ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية، إضراباً احتجاجياً. وفي المرتين، هدف الإضراب لتحقيق مطلب أكاديمي يمس مستقبل الطلاب واختصاصاتهم، وتمثل في رفض إلغاء اختصاصين من الكلية. الاختصاصان هما في السنتين الثالثة والرابعة ـ منهاج قديم، وتحديدا في الأدب الانكليزي والتربوي لطلاب علم النفس (منهج قديم)، والسبب الذي أعلنته الإدارة للطالب هو عدم إمكانية التعاقد مع اساتذة جدد، في ظل الروتين الإداري القائم، وبسبب تدني البدل المادي لساعة التعاقد، والمشاكل التي يواجهها الأساتذة المتعاقدون بالساعة في الجامعة، خصوصا لجهة التأخر في قبض مستحقاتهم المالية.
لم يكن الطلاب يعرفون ان تحركاتهم التضامنية مع زملائهم في العام الماضي من اجل إعادة اختصاص الأدب الانكليزي لطلاب السنة الثالثة، سيتبعها إلغاء اختصاص آخر لطلاب علم النفس - سنة رابعة. فبعد المطالبة بإعادة الاختصاص الأول في 2010/12/22، غابت دكتورة تدرس ثلاث مواد في اختصاص علم النفس لظروف صحية (بداعي الحمل، كما ذكر)، ما وضع الطلاب امام خيار من إثنين، إما الانتقال الى احد الاختصاصات المتاحة لطلاب علم النفس ـ سنة رابعة (علم النفس العيادي أو علم النفس التوافقي)، وإما العودة الى المنزل...
ورفضاً لما هو مفروض على الطلاب، نفذوا إضرابا تحذيريا أمس استمر لمدة ثلاث ساعات، تعطلت خلالها الدروس، ليختتم بمؤتمر صحافي لعرض نتيجة الاتصالات مع إدارة الكلية والعمادة، وصولا الى رئيس الجامعة د. زهير شكر، من دون التوصل الى نتيجة ملموسة.
وتستغرب الطالبة فاطمة كيف يلغى اختصاص ما في منتصف العام الدراسي بحجة عدم تأمين أساتذة، معتبرة أنه بمثابة وضع مصير الطلاب في مهب الريح.
أما الطالب علي حيدر فحذر من أن مصير الامتحانات على المحك، «ولن تتم العودة عن قرار الإضراب المفتوح في حال لم تتم الاستجابة للمطالب».
وأبدى انزعاجه من رمي المسؤولين لكرة المطالب بين طرف وآخر. وقال: «اعتصمنا تضامنيا مع زملائنا في قسم الأدب الانكليزي في الحادي عشر من كانون الثاني، ثم توجهنا لرؤية رئيس الجامعة، فلم نستطع، وكررنا المحاولة مع طلب موعد، وكان آخر اتصال بمكتبه قبل بضعة أيام، وحتى تاريخه لم نحصل على موعد لشرح مطالبنا».
واعتبر الطالب عبد الله أن التحرك التحذيري لا ينفع، وأنه «كان يتوجب على مجلس الفرع اتخاذ قرار في كانون الأول الماضي، بالإضراب المفتوح، وإلا لما كنا وصلنا الى ما وصلنا إليه».
بدورها، أوضحت أمينة سر مجلس فرع الطلاب سارة فقهه إن «إضراب الساعات الثلاث هو للتحذير فقط»، وأعطت مهلة للمعنيين مدتها 48 ساعة (اليوم وغداً الأربعاء) «لتدارك الوضع قبل فوات الأوان عبر إعادة فتح اختصاص علم النفس التربوي، وفي حال عدم التجاوب، سنعلن الإضراب المفتوح بدءا من صباح يوم الخميس المقبل الى أن يتحرك المعنيون لرفع الظلم عن طلابنا وكليتنا». وأكدت أن مجلس الفرع لن يسمح بـ«إجراء الامتحانات النهائية إذا لم يحقق مطلبنا المحق».
وشرحت أن الاتصالات التي أجريت مع مديرة الكلية د. تغريد بيضون، وعميد الكلية د. خليل أبو جهجه، ومحاولة لقاء رئيس الجامعة، لم تثمر نتيجة.
وعرضت فقهه لبعض الأسباب التي دفعت مجلس الفرع إلى رفض إغلاق اختصاص علم النفس، مؤكدة أن «غياب الدكتورة ليس بسبب منطقي لاتخاذ إجراء شبيه، والطلاب الذين اختاروا هذا الاختصاص، اختاروه بدافع الحب له ولأنهم يرون مستقبلهم فيه. كما أن الدكتورة سبق وشرحت المواد الأساسية في كل من اختصاصي علم النفس التوافقي وعلم النفس العيادي خلال الشهرين المنصرمين، ولا يحق للإدارة أن تتخذ مثل هذا الإجراء بحقهم». وشددت على أن «الطلاب جميعا يتصدون للمخططات التي تحاك ضد الجامعة اللبنانية». وأوضحت أن فرص العمل لطلاب علم النفس التربوي أكثر بكثير من آفاق العمل في «العيادي» أو «التوافقي».(السفير 1 شباط2011)