لقاء بين ممثلين عن الأونروا والأهالي في مخيم البرج: أسئلة كثيرة وإجابات على قدر الإمكانيات المتوفرة

عقد وفد من« الاونروا« أمس لقاءً مع أهالي مخيم برج البراجنة، بهدف الاستماع الى مطالبهم وشكواهم، في مبادرة هي الثانية من نوعها، تأتي بعد لقاء مماثل عقد قبل ستة أشهر.
تمثل الوفد الذي زارالمخيم أمس بنائب المدير العام للوكالة في لبنان روبيرت هيرت ومدير منطقة بيروت الوسطى محمد خالد.
ولم يحضر أهل المخيم كمستمعين الى إنجازات الوكالة للعام الماضي، وما تنوي القيام به من مشاريع في العام المقبل، بل حضروا لرفع جدول مطالبهم. رحبوا بضيوفهم واستمعوا اليهم وطالبوهم في الوقت ذاته بتعهّد يكفل لهم بعضاً من حقوقهم التي يكافحون من أجل نيلها منذ تاريخ نكبتهم، لا سيما وأن بعضهم اعتبر »أن الوكالة لم تنفذ شيئاً من وعودها منذ عقد اجتماعها الأول، وحتى موعد الاجتماع الثاني«.
وتأتي زيارة الوفد الى المخيّم في ظلّ بحث سكانه عن حلول لمنازلهم الآيلة للسقوط، وقد انهار بالفعل عدد منها فوق رؤوس قاطنيه. وتناول هيرت موضوع »المأوى والسكن« خلال اللقاء، لافتاً الى أن »الاونروا لا تملك ميزانية لترميم منازل المخيمات كافة في لبنان ويبلغ عددها حوالى 4125 منزلاً، ومنها ثمانيمئة منزل في مخيم برج البراجنة«.
وتحدّث هيرت عن إنجازات حققتها الوكالة للعام الماضي في مجالات التعليم، والاستشفاء، وتأمين فرص العمل وإعادة إعمار مخيّم نهر البارد، قبل أن يتطرق الى مشاريع الوكالة المنوي تنفيذها العام المقبل. إلا انّ بعضاً من الموجودين لم ينتظر انتهاء هيرت من كلمته فانهالوا عليه بمجموعة من الأسئلة كمثل »أتعرف يا سيد هيرت أن مستوصف مستشفى حيفا في المخيم قد نفد من الأدوية قبل أسبوع؟ وهل أخبروك أن اللاجئ الفلسطيني يتحوّل الى سائح بين المستشفيات بحثاً عن سرير يستقبله؟ وأنت تعلم بالتأكيد أن الاونروا ممكن ان تغطي كلفة الجراحة للمرضى، لكن من يتكفّل بعلاجه بعد ذلك؟ ولماذا يا سيّد هيرت لا تجّهز الأونروا مستشفيات المخيمات كي لا يضطر اللاجئ للبحث عن العلاج خارج المخيم...؟«. لفت خالد خلال اللقاء أنه »قبل سقوط الحكومة بيوم واحد، كان من المتوقع أن يزور وزير الصحة محمد جواد خليفة مستشفى حيفا في المخيّم، للإعلان عن مبادرة الوزارة تجاه مرضى السرطان وتقضي بتكفلها تغطية نسبة 50% من سعر أدوية السرطان«. ووعد أن تُعلن هذه الاتفاقية بعد تشكيل الحكومة«.
أما خالد فقد لفت خلال اللقاء الى أن أمير موناكو البير الثاني قد وقع اتفاقية مع الانروا خلال زيارته الأخيرة الى لبنان، تقضي بمساعدة مرضى القلب وتزويد مستشفيات الانروا بمكنات لتصوير القلب.
وفي مجال التعليم، تحدث هيرت عن »دعم التلامذة الراسبين في الامتحانات الرسمية وإخضاعهم لدورات صيفية ودروس تقوية، بالإضافة الى مضاعفة عدد المنح الدراسية من 54 منحة في العام الماضي الى مئة منحة العام الحالي«، مشيراً الى »تعزيز مستوى معلمي مدارس الاونروا وإخضاعهم لدورات تدريبية، وتوزيع 33 ألف رزمة قرطاسية على تلامذة وطلاب المدارس للمرة الأولى بالتعاون مع منظمة اليونيسف«. أما في ما يتعلّق بحق العمل فقد ذكر هيرت أن »الاونروا ساهمت مع منظمة العمل الدولية بتمرير بعض التعديلات على قانون العمل المتعلق بالفلسطينيين في لبنان« مشدداً على أنها تعمل حالياً على السعي لتنفيذ التشريعات الجديدة. وحين تناول هيرت موضوع »إعادة إعمار البارد«، أعرب أحد نازحي البارد عن امتعاضه لقيام الاونروا بتقسيم الإعمار الى ثماني مجموعات، ويتم في كل عام إعادة مجموعة أو إثنتين من النازحين.
انتهى اللقاء بأسئلة كثيرة، وإجابات لا تحمل وعوداً تتجاوز الممكن في ظلّ الإمكانيات المتوفرة حالياً للوكالة.(السفير 3 شباط2011)