في مقر الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين في الصرفند، اجتمع ستة ممثلين عن مراكز الخدمات الإنمائية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية في منطقتي بنت جبيل وصور، وعشرة ممثلين عن جمعيات غير حكومية متخصصة بشؤون ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة. بحثوا وناقشوا وحدّدوا الهدف بالتدريب على «تقنيات دمج ذوي الإعاقة في سوق العمل في جنوب لبنان»، لكن على ما يبدو فإن الهدف «لم يكن كافياً»، كما قال أحد المشاركين. والسبب، كما ظهر من خلال النقاشات، هو أن هؤلاء المتخصصين في شؤون الإعاقة ميدانياً لا يملكون قاعدة بيانات شاملة لعدد المعوقين في منطقة الجنوب، ولأسباب إعاقاتهم وأنواعها. وأكثر من ذلك، فقد بيّنت النقاشات أن سجلات وزارة الشؤون الاجتماعية التي تعتمد عليها كل الأطراف والهيئات المحلية والدولية في دعم المعوقين ليست كافية، بل لا يمكن الاعتماد عليها. فنوع الإعاقة وحجمها لم يكونا صائبين أو متناسبين في معظم الأحيان مع الوضع الحقيقي لصاحب الملف، وهو ما واجهته منظمة العمل الدولية، التي ترعى ورشة التدريب، خلال تنفيذها مشروع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجنوب بعد عدوان تموز، وهو المشروع نفسه الذي يحدّد كوتا لاستفادة المعوقين من التوظيف والتدريب، الذي تنفذه المنظمة في البلدات، مثل مشروع دعم زراعتي الزيتون والزعتر وقطاع النحل.
من هنا، بادر مشروع دعم المهمّشين والقروض المتوسطة والصغيرة الأمد في منظمة العمل، إلى «تدريب المعنيين في القطاعين الرسمي والخاص على إحصاء الحالات وجرد بياناتها واعتماد اللغة المناسبة في مخاطبة المعوقين، وصولاً إلى كتابة مشاريع لدعمهم واستثمار طاقاتهم في قطاع العمل»، كما تشير تانيا يزبك المسؤولة عن المشروع. وبناءً عليه، فمن المقرر أن تنتقل الجمعيات المشاركة في الورشة فور انتهائها من التدريب الذي يستمر 3 أسابيع.. إلى الميدان لتعيد «استبيان قطاع الإعاقة في البلدات»، عبر تعبئة استمارات جديدة يصح الاعتماد عليها لاحقاً.
بالعودة إلى الورشة التدريبية، فمن المفترض أن يتبادل خلالها المتدربون الخبرات والمعارف والأفكار التي تتمحور حول حقوق وواجبات ذوي الإعاقة في المجتمع، وفي سوق العمل، لناحية تأثير إعاقتهم على فرص الحصول على عمل، واستناداً إلى اتفاقيات العمل الدولية والقانون 220/2000، سيجري التعرف إلى معدلات البطالة بين المعوقين وأسباب التمييز والعقبات، تمهيداً للبحث في استراتيجيات توظيفهم عبر التخطيط للموارد البشرية وإدارة المشاريع والمؤسسات، وتبيان فائدة هذه الفئة للعملية الاقتصادية. ومن ضمن برنامج التدريب الطويل، سيمر المتدربون على الدور المباشر للإرشاد الاجتماعي في توجيه ذوي الإعاقة.
وكان رئيس المركز التربوي للبحوث والدراسات طلال عتريسي قد افتتح أولى حلقات الورشة، مسلّطاً الضوء على الوضع الاجتماعي لذوي الإعاقة في المنطقة، ومتطرقاً لنماذج أوروبية وشرق أوسطية في هذا الإطار. يذكر أن ورشة التدريب جرت تحت رعاية منظمة العمل الدولية واتحاد المقعدين اللبنانيين والمركز التربوي للبحوث والدراسات.(الأخبار 9 شباط2011)