سجلت "مستشفى الجبل الجديد" التي افتتحت أخيراً على طريق "قرنايل رأس المتن في المتن الأعلى" قفزة في الخدمات الطبية، حيث لبت حاجة المنطقة الملّحة للاستشفاء في فترة قياسية 5 أشهر، انتقلت فيها من خدمات طوارئ واستشفاء إلى إجراء عمليات جراحية طبية وتجميلية، وهي على استعداد لاطلاق قسم غسيل الكلى مطلع آذار المقبل، والعمل جارٍ على تعزيزها لتفتتح لاحقاً قسم القلب وتوابعه.
ويشكل هذا المستشفى من حيث موقعه الاستراتيجي، بكونه المستشفى الوحيد الكامل التجهيزات بين المتن الأعلى الجنوبي والشمالي ومحيطهما، مرفقاً حيوياً صحياً لأهالي المنطقة والجوار من القرى والبلدات في وسط قضاءي بعبدا وعاليه والجرد وصولاً الى ضهر البيدر والمديرج، حيث اختصر مسافات طويلة كان يقطعها الأهالي أما لمستشفيات بيروت أو الشويفات أو لمستشفى عين وزين في الشوف، وبالتالي سرّع عملية الإسعاف وخفض عدد وفيات حوادث السير وسهل على الأهالي وخفف عنهم تكاليف وعناء المواصلات البعيدة، إضافة الى تسهيلات مادية يقدمها مخفضة بنسبة 10 و15% من تكلفة الاستشفاء وعبر تعاقده مع مؤسسة كمال جنبلاط الصحية التي تقدم المساعدات لمحتاجيها الى جانب التعاون الكبير الذي يقدمه المجلس المذهبي الدرزي في "دعم المريض"، كما أنه مستشفى متعاقد مع وزارة الصحة، وقريباً سيبدأ تعاونه مع الضمان وشركات التأمين.
ومبنى المستشفى عبارة عن 3 طبقات مقسمة على ثلاث غرف طوارئ بأربعة أسرة، خمس غرف عيادة بخمسة أسرة، غرفتي عناية فائقة ICU بخمسة أسرة، 20 غرفة للاستشفاء بـ44 سريراً، ثلاث غرف توليد بأربعة أسرة، وغرفة لغسيل الكلى بـ8 أسرّة، بالإضافة الى الغرف المخصصة لمرضى الدرجة الأولى، وجناح VIP يؤمن كل وسائل الراحة والترفيه والاستجمام من تكنولوجية عصرية وخدمات.
ويشرح مدير المستشفى غسان صليبي أن شركة المراكز الطبية الدولية World medical centers، هي المسؤولة عن إدارة هذا المستشفى بالتعاون مع "مؤسسة كمال جنبلاط الصحية"، مشيراً إلى أن تكلفة بنائه وتجهيزه قد تخطت 5 ملايين دولار، وهو جاء نتيجة إلحاح فاعليات المنطقة السياسية والاجتماعية وتعاونها وأهالي المنطقة ومساهمتهم، نظراً لأهمية وجود هذا المركز الطبي في المنطقة وحاجتهم الملحة اليه ولخدماته، علماً أنه سيكون عاملاً فاعلاً في تنشيط "حركة السياحة" في المنطقة، نظراً للراحة النفسية التي سيؤمنها للمصطافين، الذين اشتكوا لفترات طويلة من غياب الاستشفاء عن المنطقة.
ويؤكد أن المستشفى قد سجل قفزة نوعية في الخدمات، مشيراً إلى أن موعد افتتاح مركز الـDialysis (قسم غسيل الكلى) بات مقرراً في الأول من آذار (مارس) المقبل، على أن تستكمل لاحقاً كافة التجهيزات بعد توسيع المبنى ليكون القسم الثاني مخصصاً للإدارة وعلاج القلب والقسطرة Cath- lab الأمر الذي يحتاج الكثير من الدعم المادي والمعنوي والتحضيرات. ويشير إلى تقدم سريع في وضع المستشفى المالي.
ويلفت الى أن المستشفى يسعى للتعاقد مع كل الهيئات الضامنة، وقريباً سيوقع عقوداً مع عدة شركات تأمين، وأكد أن بتّ موضوع الضمان بات قريباً جداً، وأن المستشفى قدم بتعاونه مع وزارة الصحة خدمات طبية على حساب الوزارة بدأت بـ"60 مليون ليرة" في الشهر الأول لانطلاقته، لتصل الى "120 مليوناً في الشهر الخامس" بعدها، وشدد على أن "المطلوب اليوم رفع سقف الوزارة لنؤمن حاجات المنطقة من الاستشفاء والعلاج، فقسم غسيل الكلى وحده سيكون بحاجة لرصيد عالٍ جداً".
وإذ نوه بمؤازرة وزير الصحة محمد جواد خليفة ودعمه الكبير واهتمامه، شدد صليبي على أهمية رفع سقف الوزارة، لأن الوزارة كانت قد رصدت للمستشفى فقط ملياراً واحداً في السنة كسقف أعلى للمستشفى، وهذا يعني تقديم خدمات بـ83 مليون ليرة فقط في الشهر الواحد، في حين أن المستشفى قدم حتى الآن في الشهر الواحد بين 100 و120 مليون ليرة، ما يؤكد على أن استمرار العمل فيه، سيحتاج "كحد أدنى" الى ما يزيد عن مليار ونصف مع انطلاقة أقسامه الجديدة، علماً أن السقف المطلوب لتأمين خدمات كافية يجب أن يصل إلى مليارين ونصف، ليكون على قدر حاجات أهل المنطقة غير المدعومين من شركات التأمين والهيئات الضامنة. (المستقبل 22 شباط 2011 )