لا تزال المدارس الرسمية في لبنان تعيش حالة من البلبلة في منتصف العام الدراسي، نتيجة قرار وزارة التربية توزيع أساتذة المواد الإجرائية (فنون، معلوماتية، لغة أجنبية ثانية) على بعض المدارس بشكل عشوائي، الأمر الذي أربك الإدارات التي تعيد جدولة الحصص الدراسية بعد زيادة حصة سابعة، فيما ساد الفراغ في الأماكن التي قرر فيها بعض الأساتذة عدم الامتثال لقرار التوزيع لاعتبارات جغرافية وسياسية.
وقد أكد أساتذة ومعلمات في المدارس الرسمية أن إضافة تلك المواد أعادت صياغة برامج توزيع الحصص الدراسية في المدارس "من جديد " وهو البرنامج الخامس الذي يوزع على المعلمين ، وذلك بعد تسلم البرنامج الأول في بداية العام، قبل أن يتغيّر للمرة الأولى مع إلحاق معلمين ناجحين في مباراة مجلس الخدمة المدنية، وهو تبدل مرة أخرى عندما "اشتغلت" الوساطات السياسية لنقل بعض هؤلاء إلى مدارس أخرى. وقد سبق ان تسلم المعلمون برنامجاً رابعاً حين أصرّت وزارة التربية على اعتماد المواد الإجرائية على عجل وزيادة عدد الحصص إلى سبع بدلاً من ست. أما البرنامج الخامس الحالي فحصل عليه المدرّسون نتيجة قرار بعض المعلمين الذين أرسلتهم الوزارة عدم الحضور إلى المدرسة لأسباب تتعلق ببعد هذه الأخيرة عن مكان السكن! وقد أدى ذلك إلى إحداث فراغ في 14 حصة.
ويضيف الأساتذة أن الأخطر في الإجراء تأثير تأخير موعد الفرصة الأولى إلى الثانية عشرة إلا ثلثاً على تركيز التلامذة، ومن الآثار السلبية أيضاً ان التلامذة خسروا أيضاً وسائل النقل التي يستقلونها، بعدما قرر أصحابها عدم انتظارهم نظراً إلى تضارب مواعيد الانصراف بين المراحل التعليمية في المدرسة الواحدة.
من جهته، أكد المدير العام لوزارة التربية، فادي يرق، أنّ بعض الأساتذة رفضوا الذهاب إلى بعض المدارس، لافتاً إلى أن الوزارة تعالج كل الحالات والأمر ينتظم شيئاً فشيئاً.(الأخبار 18 آذار2011)