التطور السريع الذي يشهده العالم أحدث فجوة بين مؤسسات التعليم والتلاميذ الذين يبحثون عن التوافق بين نمط عيشهم الحديث ومناهج التعليم وطرق التدريس التي تتبعها المدارس التي يفتقد بعضها إلى التوازن بين ما تقدمه وما هو المطلوب منها.
لم تعد معظم المدارس جاذبة لتلامذتها الذين تبدلت تطلعاتهم وباتوا يبحثون عن السرعة والحرية في العمل والتواصل بأسلوب يعتمد على الوسائل التكنولوجية لا الوسائل النمطية التي تشعر المتلقي بالملل وبعدم الرغبة في التعليم وكل ذلك لا يتحقق إلا بتطوير المدرسة وكادرها الإداري والتعليمي.
ارتأى مركز التدريب والبحوث في مؤسسة رفيق الحريري ان يتناول المدارس الجاذبة ذات الأداء العالي في اليوم التربوي العاشر الذي أقيم في ثانوية الحريري الثانية والذي استهدف اساتذة هذه الثانوية حيث تم تقسيمهم الى مجموعات عمل يتم خلاله تدريبهم والاطلاع على مقترحاتهم حول الموضوع لمعرفة الخلل وتصحيحه عبر لجنة ستشكل لمتابعة التوصيات التي سيخلص إليها الأساتذة.
استهل اليوم التربوي بكلمة لمديرة الثانوية باسمة بعاصيري أكدت فيها أهمية وجود مدرسة جاذبة للتلاميذ تتلاءم خصائصها مع متطلبات القرن الـ 21 التربوية.
اما مديرة التربية والتعليم في مؤسسة رفيق الحريري فاطمة بكداش الرشيدي فشددت على أن التعليم بمحبة هو أساس جذب التلاميذ إلى المدرسة التي يفترض ان تكون مصدر سعادة لهم.
بعد ذلك قدمت الأساتذة في كلية التربية في الجامعة اللبنانية نورما غمراوي محاضرة عن المدارس العالمية، ولفتت إلى ان التعليم بسعادة وانضباط يساعد في تحقيق الأهداف التعليمية.
وأوضحت ان هناك هوة بين الحياة المليئة بالتكنولوجيا التي يعيشها التلميذ والحياة المدرسية التي ينعدم فيها التطور ما يجعل من المدارس ضعيفة الجذب للتلامذة الذين يرون فيها مكاناً للملل.
وأشارت إلى انه يتوجب على المدرسة إكساب التلاميذ مهارات الاتصال والتواصل والتعلم بشكل مستمر كما يجب ان يكون هناك رؤية واحدة بين المدرسة وبين الأهل واقامة حلقات لتطوير الأساتذة والمناهج وبناء البرامج والقيام بنشاطات واتباع الأساليب التكنولوجية في عمليات التدريس وتشجيع العمل الجماعي بين التلاميذ.
بعد ذلك، تم توزيع الأساتذة على مجموعات عمل بحثت العناصر التي تحتاجها ثانوية الحريري لتكون مدرسة جاذبة ذات اداء جيد يواكب كل التطورات. (المستقبل 27 آذار 2011)