خرج عدد من أبناء مخيم البداوي أمس عن صمتهم حيال الواقع المعيشي والإنمائي السيئ الذي يرزحون تحته، وصبوا خلال الاعتصام الذي نفذوه في المخيم أمس، جام غضبهم على «اللجنة الشعبية»، مطالبين بتغيير أعضائها ورئيسها المعتمد منذ نحو 40 عاماً، في سابقة تعتبر الأولى من نوعها، على صعيد المخيمات الفلسطينية في لبنان، التي يحاول فيها مستقلون عن الفصائل والقوى، فرض آلية جديدة للجنة لجهة مشاركتهم الفعلية في اختيار من يتولى إدارة شؤونها عبر صناديق الاقتراع.
الاعتصام الذي دعت إليه «الهيئة الوطنية للتغيير»، بدأ وانتهى سلمياً كما خطط له، لكنه لم يخل من حصول مشادات كلامية ونقاشات بنبرة عالية في بعض الأحيان بين الداعين للتغيير وممثلي الفصائل الذين حضروا إلى مكان الاعتصام الذي أقيم أمام مقر اللجنة الشعبية، للتضامن مع بعض مطالب المعتصمين وليس كلها، كما أوضح ممثل «حركة فتح» لدى الفصائل أبو خالد غنيم، والذي أكد على ضرورة تفعيل عمل اللجنة بما يتناسب والمتطلبات الملحة لأبناء المخيم، لافتاً إلى وجوب أن يتم ذلك عبر الحوار الهادئ.
فقد تجمع عدد من الشبان عقب صلاة ظهر أمس، وطالبوا بـ«تغيير اللجنة وأدائها وتغيير لجان الأحياء وتوسيعها لتشمل كل القطاعات من أطباء، ومهندسين، وعمال، وسائقين، وطلاب، وأندية رياضية، وكشافة وروابط عن طريق الانتخاب المباشر من الشعب»، وهو ما دفع بعض الشبان الى التعليق على سبيل المزاح «الشعب يريد إسقاط اللجنة الشعبية».
إلا ان هذه المطالب والتي أضيف إليها من بعض المشاركين مطلب بانتخاب أعضاء اللجنة كافة من المواطنين مباشرة، كاد يفجر أزمة مع ممثلي الفصائل الذين اعتبروه محاولة لإلغاء دورهم، وخروجاً عن النظام الداخلي الذي ينص على ان يمثل كل فصيل بعضو داخل اللجنة الشعبية، ودعوا المعتصمين إلى استكمال اللقاءات والحوارات التي بدأت قبل فترة للوصول إلى صيغة تؤسس لوضع مشروع لتطوير وتفعيل عمل اللجنة. وبعد نحو ساعة من الأخذ والرد بين المعتصمين وممثلي الفصائل وبعض المتضامنين مع اللجنة انتهى الاعتصام، من دون ان تلوح في الأفق بوادر لحل هذه الأزمة المتوقع لها مزيداً من التفاقم في الأيام المقبلة، خصوصاً بعد إعلان الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في الشمال عبر بيان لها عن تعليق عضويتها في اللجنة «استجابة لمطالب تفعيل وتطوير اللجنة الشعبية في المخيم».
ويذكر أن اللجنة الشعبية الحالية في المخيم والتي يرأسها علي عبد الرحمن (ابو خالد) المنتخب من الاعضاء منذ نحو 40 عاماً، تضم 16 عضواً منتدبين عن الفصائل الفلسطينية، إضافة إلى عدد من ممثلي الأحياء.(السفير7آذار2011)