ينشغل وزير الشؤون الإجتماعية سليم الصايغ في الآونة الأخيرة بالتنقّل بين مختلف المناطق اللبنانية من أجل المشاركة في حفلات إطلاق مشاريع تنمية إجتماعية ومراكز للخدمات الإجتماعية إلى جانب ممثلي المناطق والبلديات والهيئات التي استفادت من هذه المشاريع. وقد قام الصايغ منذ بداية العام2011 حتى الآن بافتتاح أكثر من عشرين مركزاً جديداً لوزارة الشؤون في مناطق مختلفة من بينها: خربة قنفار، الماري، شكا، البوار، دوما، معاد، كفور، غوسطا، القليعة، بسابا، حياطة، فيطرون، الكحالة، ذوق مصبح وغيرها.
لا ينفك الوزير الصايغ يطرق أبواب الجهات المموّلة من أجل تأمين مصادر مالية لتنفيذ مشاريع اجتماعية متنوعة ذات البعد البيئي أو الاقتصادي أو التربوي أو الثقافي أو الزراعي، والتي تستهدف بحسب تعريف الوزارة تأمين حقوق المجموعات المهمشة والفقيرة. ولعلّ موافقة الحكومة الايطالية على تمويل مشروع تطوير مراكز الخدمات الاجتماعية وتنفيذ مشاريع تنمية اجتماعية بمقدار 2.466.000 يورو هو أبرز ما ظفرت به الوزارة مؤخراً. كذلك، أعلن الوزير الصايغ مؤخراً فيما اعتبره انجازاً كبيراً عن رفع حصة وزارته في موازنة 2011 من 102 مليار ليرة الى 170 ملياراً.
ولكن، وبالرغم من كل الحراك للوزير والهبات وأموال المساعدات التي تتدفق على وزارته، يعتري المراقبون شكوكاً كبيرة من قدرة هذه الوزارة على القيام بواجباتها وحتى على الأقل دفع المبالغ المتوجبة عليها للجمعيات المتعاقدة معها ولموظفي المراكز الإجتماعية التابعة لها، فيما تعلو أصوات الجمعيات المتعاقدة مع الوزارة والموظفين فيها احتجاجاً عبر البيانات والإعتصامات على عدم دفع مستحقاتها. صحيحاً أن وزارة الشؤون تأمل في أن ترتفع موازنتها في 2011 بنسبة 66% عنها في 2010، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الزيادة غير المؤكدة أصلاً ستكفي لتغطية تآكل قيمة مساهماتها المالية في المشاريع الإجتماعية التي التزمت بها، ولتأمين استمرارية وتطوّر المراكز التي تفوق العشرين المستحدثة أخيراً والتي تمثل زيادة نسبتها في عدد المراكز العاملة، حيث أن الموازنة الإعتيادية لوزارة الشؤون مخصصة بنسبة 98% لإلتزامتها المتكررة.
من هنا يبرز التساؤل حول مقاصد موجة فتح المراكز، وما إذا كان السبب وراءها إنتخابياً!!
لمعرفة المزيد حول توزيع ميزانية وزارة الشؤون على المشاريع يمكن مراجعة تحقيق مجلة الشهرية الصادرة عن الدولية للمعلومات في عددها رقم 83 لشهر أيلول 2010 والذي يظهر توزّع ميزانية الوزارة.