لبنان : اقتراح منهج جديد للثقافة الدينية في المدارس

اتسمت جلسات ندوة "التربية على المواطنية في مجتمع متعدد الطوائف: مدارس الطوائف وابناء الوطن"، والتي دعا اليها اول من امس تيار المجتمع المدني بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت – لبنان
بكثير من الجدية والعمق والتفاعل ما بين المنتدين والمديرين والاساتذة والمنسقين التربويين من مختلف المدارس من مناطق لبنانية عدة.
بناء القاعدة
العلامة الفارقة في الندوة التي رعتها وزارة التربية ممثلة بعضو لجنة التربية على المواطنية في الوزارة سناء الحلوة كانت اعلان آلية متابعة في الجلسة الختامية دعت، كما قال رئيس لجنة التربية في تيار المجتمع المدني الدكتور علي خليفة، الى اجتماع للجنة وجمعية اديان ومؤسسات اخرى السابعة مساء الجمعة المقبل في مقر التيار في بدارو والعمل على اعداد منهج مادة الثقافة الدينية في المدارس كبديل من مادة التعليم الديني". ولفت الى ان "استراتيجيا العمل لاصدار المادة الثقافية الدينية في المدارس والتي تميل مؤسسة فريديرش ايبرت – لبنان الى دعمها تتكامل مع تدريب اساتذة مدنيين على قواعد تعليم المادة وصولاً الى تحديد الكفايات التي يجب ان يتمتع بها التلامذة وابرزها، انفتاحهم على الدين الآخر". واشار الى اننا نصبو الى ادخال هذه المادة في الامتحانات الرسمية" موضحاً ان "المادة المذكورة ترتكز على "فلسفة الاديان والتركيز على الجانب العقائدي والديني في الدين".
في العودة الى وقائع الندوة، فقد اشار خليفة الى ان لجنة التربية صاحبة المبادرة تحاول ان تعمل لبلورة مشروع سياسي للتربية والدلالة على مثالية قد يرجع اصطلاحها الاول من دون شك الى باحثي علم الاجتماع" ومنظريهم. وبعد كلمة لارييل غروس باسم فريديرش ايبرت شدد منسق تيار المجتمع المدني باسل عبدالله على اهمية الندوة. اما الحلوة فقد عددت على مسامعنا النشاطات التي تشرف عليها الوزارة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والتي تصب في مفهوم المجتمع المدني وتطوير مهاراته، والتعليم الديني، داعية الى "شركة اقوى ما بين الدولة والمواطن".
وتناول المنتدون موضوع الندوة في جلستين تفرع عنهما محاور عدة تصب في "تشخيص" الاشكالية وعرض الحلول التي ولدت منها آلية المتابعة. ولم يخف الاكاديمي الدكتور زياد حافظ وجود ارباك في معالجة موضوع الجلسة التي تحدث فيها عن "دور التربية في الدين ومكان الدين في المدرسة" والتي ادارتها عضو اللجنة المنظمة آنا ماري ماضي. واعتبر حافظ ان مسألة التربية الدينية في المدارس مسألة معقدة ومركبة ومثيرة للاهتمام وللمحاججة والمساجلة". وبعد طرحه مجموعة من الاسئلة المرتبطة بموضوع محاضرته رأى ان "المطلوب هو تربية اخلاقية مبنية على القيم الروحية الموجودة في الرسالات السماوية والتي هي برأيه تؤسس لتربية مدنية مواطنية صالحة". اما الدكتور حسان قبيسي من كلية التربية في الجامعة اللبنانية فقد عرض في جلسة رأستها عضو اللجنة المنظمة سهى علامة "تاريخ المدارس التابعة للطوائف الدينية واسباب تأسيسها وموقعها في القانون والمجتمع". وخلص الى ان الانتقال "من الولاء الطائفي الى الولاء الوطني ليس امراً مستحيلاً بل هو امر ممكن يحتاج الى ارادة اولاً والى وضع الخطط المرحلية لتغييرات اشتراعية تقود الى بناء الوطن الذي نطمح اليه".
وتميزت الندوة بصراحة قل نظيرها لمستشار وزير التربية الدكتور وجيه قانصوه الذي تحدث عن وجهة نظر الدولة وواقع المدرسة الرسمية في الجلسة التي رأستها عضو اللجنة فدا السمراني. ونقل قانصوه صورة "غير مشجعة" لواقع لجنة شكلت اخيراً من وزارة التربية لدراسة التعليم الديني ومعطيات تطويره في المدارس الرسمية". ولفت الى ان اللجنة عقدت لقاء واحداً وتوقف عملها بعد استقالة الحكومة الحالية. لكنه اشار الى ان عمل اللجنة "الموقت" ترافق مع كم كبير من الاتصالات من المرجعيات السياسية والدينية ليضمنوا تمثيلهم في اللجنة وللتدخل في مسار عملها. وخلص الى اعتبار ان التعليم الديني في لبنان هو في دائرة اشكال ادى في جانب كبير منهم الى دور سلبي اكثر مما هو ايجابي. واعتبر ان الدولة لا تملك سلطة تقرير مادة التعليم الديني، وان رغبت في التدخل فهي تواجه كماً هائلاً من العقبات". ختاماً، عرضت الدكتورة علوية فرحات للواقع "المزري" للمدارس الرسمية في ساحل المتن الجنوبي والجهود التي قام بها الملتقى النسائي للنهوض بها قدر الامكان.(النهار11 نيسان2011)