متخرجو الجامعات السوفياتية في لبنان: لتفعيل التعاون العلمي واستئناف المنح

لم تعرف مهن الطب والهندسة والصيدلة طريقها الى الطبقات الفقيرة والمعدمة قبل نحو نصف قرن لولا "كرم الرفاق السوفيات وحلفائهم" عبر المنح الدراسية التي قدمت للاحزاب اليسارية في لبنان وغيره من الدول العربية والآسيوية والاميركية الجنوبية.
استعادت "جمعية متخرجي معاهد وجامعات الاتحاد السوفياتي في لبنان" حيويتها خلال تسلم رئيسها الدكتور علي قبيسي رئاسة "الملتقى العربي السابع لجمعيات جريجي جامعات ومعاهد روسيا والاتحاد السوفياتي السابق "الذي اختتم اعماله أخيراً في بيروت، علماً ان لبنان استضاف الملتقى الاول لهؤلاء المتخرجين في العام 1997. واللافت ان الملتقى الاخير استطاع جمع متخرجين من 22 دولة عربية واجنبية، إضافة الى وفدين كبيرين من روسيا واوكرانيا، وناقش هؤلاء على مدار 5 ايام كيفية تفعيل التواصل ما بين المتخرجين بالتعاون بين مؤسسة "الأنكرفوز" (مؤسسة دولية روسية لروابط المتخرجين) من جهة، وروابط المتخرجين في العالم العربي من جهة ثانية.
تمحورت اهداف الملتقى حول امور عدة ابرزها تمتين العلاقة بين المتخرجين وروابطهم والجامعات التي تخرجوا منها، بالإضافة الى إعادة العمل بالمنح الجامعية الى المعاهد الروسية والاوكرانية، والعمل على رفع المستوى العلمي للمتخرجين، عبر إقامة دورات تدريبية تقدمها الجامعات والمعاهد ووزارات التعليم العالي في تلك الدول .
ويعتبر الدكتور عاطف نهرا، الذي انهى دراسته الجامعية في مدينة لينينغراد الروسية قبل نحو ربع قرن، ان "الملتقى يساهم في رفع المستوى العلمي لمتخرجي المعاهد والجامعات السوفياتية السابقة عبر تبادل الخبرات بالتنسيق مع المعاهد ووزارتي التربية والتعليم العالي في دولة المتخرج والجمهورية التي يلقى علومه فيها "ويلفت الى ان الزيارات العلمية لمسؤولي المعاهد والجامعات الى لبنان تهدف للاطلاع على التقنيات الحديثة في المجالات الطبية والهندسية وغيرها، عدا عن تمتين العلاقة بين المتخرجين وهذه المعاهد، ويتمنى نهرا التفاتة ودعم وزارة التربية والتعليم العالي لهذه النشاطات.
من جهتها تعتبر عميدة جامعة العمارة في العاصمة الاوكرانية كييف الونا غاروفايا ان "الملتقى يفتح الافاق امام التعاون العلمي بين لبنان واوكرانيا، خصوصاً وان عشرات الطلاب اللبنانيين انهوا دراستهم في جامعة العمارة ومنهم اليوم اساتذة محاضرون في الجامعة، في وقت يتابع فيه عدد من الطلاب اللبنانيين تحصيلهم الجامعي" وتشير الى ان المواظبة على اقامة مثل هذه المنتديات اضحى ضرورة للجامعات والمتخرجين على السواء.

ارتياح لحسن التنظيم
استوقف المشاركون العرب في الملتقى حسن التنظيم في ادارة الندوات وحلقات النقاش خلال ايام الملتقى الخمسة واعربوا عن ارتياحهم لنجاح فاعليات الملتقى، وفي السياق علق الصحافي المصري شريف جاد الذي انهى دراسته الجامعية في كلية الصحافة في موسكو في العام 1985 ان "الملتقى في لبنان كان ناجحاً جداً خصوصاً وان لبنان وافق على استضافته بعد اعتذار تونس في تشرين الثاني الفائت بسبب ظروفها الداخلية، واستطاعت "جمعية متخرجي معاهد وجامعات الاتحاد السوفياتي في لبنان" و"نادي متخرجي روسيا " ان ينجزا التحضيرات لاستقبالنا في فترة قصيرة نسبياً، اما فاعليات الملتقى فتميزت بالغنى العلمي الذي وفره المحاضرون من مختلف الجامعات للوقوف على آخر التطورات العلمية بهدف رفع قدرات المتخرجين".
اما ايفا ماتيانا القادمة من العاصمة البولندية وارسو فأثنت على انعقاد " المؤتمر في بيروت" لانها التقت بـ"رفاق الدراسة اللبنانيين بعد فراق دام 28 عاماً".
ويذكر ان "جمعية المتخرجين " نظمت رحلات للمشاركين في الملتقى الى زحلة وبعلبك وجعيتا بمرافقة القوى الامنية اللبنانية التي لازمت الضيوف لخمسة ايام، مع الاشارة الى ان وفدا من روسيا البيضاء القريبة من جمهورية استونيا اعتذر عن المشاركة بعد خطف الاستونيين السبعة في البقاع الشهر الفائت.اشارة الى ان رئيس جمعية متخرجي الجامعات الأوكرانية في لبنان هو الدكتور بدر غزاوي، وكان ألقى كلمة خلال افتتاح فاعليات المؤتمر.(النهار13نيسان2011)