الأونيسكو و"التربية على التنمية المستدامة": بحثٌ في ما يحفظه الحاضر لجيل المستقبل

لا يتوقف بحث منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "الأونيسكو" عن سبل تطوير التربية وجعلها مدماكاً في تنمية المجتمعات، واستكمل أمس عبر ورشة عمل عن "التربية من أجل التنمية المستدامة"، نظمها مكتبها الاقليمي في بيروت واللجنة الوطنية للأونيسكو ومؤسسة مخزومي ومكتب معلومات المتوسط لشؤون الثقافة والتنمية المستدامة، ورزمة "شباب معاً نحو التنمية"، في رعاية وزير التربية والتعليم العالي حسن منيمنة، في مقر الاونيسكو في بئر حسن.
وبعد تقديم من الدكتور سليمان سليمان، شدد مدير مكتب الأونيسكو في بيروت بالانابة الدكتور سعيد بلقشلة على الترابط ما بين ورشة العمل "والتطبيق العملي لمجالات الحياة والعمل، ودور الشباب والطلاب في تعزيز التواصل ما بين المؤسسات التربوية وقطاعات المجتمع المختلفة".
ولفت عضو المكتب التنفيذي في اللجنة الوطنية اللبنانية للأونيسكو الدكتور سعود المولى الى محورية الثقافة في التنمية المستدامة، معتبراً ان "التفكير الضيق حول التنمية المستدامة جعل نقطة التركيز الاساسية تدور حول العلاقة بالبيئة من دون الاهتمام بالعلاقات بين الناس أنفسهم، وهم اساس المجتمع المستدام".
من جهته كان رئيس المجلس الوطني للخدمة الاجتماعية الاب عبدو رعد حاداً في انتقاد المجتمع وحكامه، سائلاً "اين درس حكام هذا البلد والقيمون عليه؟ اين تعلم المواطنون الذين اوصلوا الحكام الى كراسيهم؟ اي رزمة من التعلم والتعليم حزموا؟"، معتبراً اننا "فاشلون في تربيتنا وتعليمنا، ندعي اننا اخترعنا الحرف، واننا ابناء التاريخ والفلسفة والحضارات العظيمة، نعيش على امجاد الماضي ولا نفكر بالمستقبل"، مبرزاً الحاجة الى "رؤية جديدة وتطبيقات عملية للتنمية تضمن حقوق الانسان".
وشرح منيمنة ان التربية على التنمية المستدامة تعني "تحويل مبادئها ومنطلقاتها مسلكا وطريقة حياة ونمط التزام، ليس تجاه الطبيعة وحدها، بل تجاه من نعيش معهم، ومن سيأتي في المستقبل، بأن نمهد لهم شروط حياة كريمة. فالتنمية المستدامة، لا تكتفي بتلبية حاجات الحاضر، بل تسعى إلى استقبال أجيال المستقبل بأن توفر لها حيزا واسعا في تحقيق وجودها وتطلعاتها".
واعتبر ان التحديات التنموية مضاعفة في لبنان "وخصوصاً لأن ورش الاستثمار الاقتصادي، ومؤسسات المجتمع ومنطق التنافس السياسي، لا تضبط أداءها على أساس مؤشرات ترصد المستقبل، مما ضيق فسحة المستقبل الآتي، فانتهاك البيئة وتدميرها يجري بوتيرة عالية من دون مساءلة، وشروط الحياة الكريمة لأجيالنا المقبلة تتقلص مع الارتفاع الجنوني في أسعار العقارات والشقق وتفاقم المحسوبيات وتضخم السلوك الطائفي في الميادين الحياتية"، داعياً الى تدارك هذا الأمر "لا بمجرد قرار سياسي، بل باعتباره طريقة حياة ومنهج سلوك يبدأ بتقليص أنانيتنا والتخفيف من انشغالنا بهمومنا ومشكلاتنا، وإعطاء المستقبل حيزاً واسعاً من الاهتمام والتخطيط".(النهار29نيسان2011)