المدارس اللبنانيّة في أبيدجان لن تكمل عامها الدراسي

لن تفتح المدارس اللبنانية في أبيدجان أبوابها للفصل الأخير، إذ اتخذت قراراً، وإن غير رسمي، باستمرار إقفال أبوابها حتى مطلع العام الدراسي المقبل. ورغم الهدوء النسبي الذي يسود بعض المناطق العاجية، إلا أنّ اتخاذ قرار كهذا كان حتمياً، وخصوصاً بعد هروب «الطلاب اللبنانيين إلى لبنان والتحاقهم بالمدارس هناك، حيث لم يعد باستطاعة المدارس هنا المتابعة، لكون مجمل طلابها من اللبنانيين ولكون الأساتذة قد عادوا أيضاً مع طلابهم إلى البلاد»، يقول محمد زيعور، مدير مدرسة الغدير ـــــ سان بيدرو. ثمة سبب آخر هو «تخوّفنا من الأوضاع التي لم تتحسن كلياً». وقد استثني من هذا القرار «المدارس اللبنانية التي يتلقى فيها عدد كبير من التلامذة الأفارقة دروسهم، إذ فتحت أبوابها بالتزامن مع المدارس المحلية»، يتابع زيعور.
على صعيد الطلاب، عمل المديرون اللبنانيون في أبيدجان على درس ملفات تلامذتهم الهاربين إلى لبنان «لتحديد نتائج عامهم الدراسي»، يقول زيعور. وعلى هذا الأساس، عمدت إدارات المدارس الى تحديد تلك النتائج استناداً إلى حالات الطلاب، «فالطلاب الذين التحقوا بالمدارس اللبنانية سوف نعتمد علاماتهم للفصل الأخير في تلك المدارس لتقرير نتائجهم، أما مَن لم يلتحقوا فسوف نعمل على احتساب نتيجتي الفصلين الأول والثاني، وإذا كان الطالب ناجحاً يُرفّع إلى الصف التالي»، يقول زيعور. ومن لم يلتحق ولم ينجح في الفصلين الأول والثاني؟ يجيب زيعور: «سيخضع للمراجعة في أيلول المقبل، ومن ثم لامتحان تقويم».
وفي ما يخصّ طلاب الشهادة الثانوية الذين تقدّموا بطلباتٍ إلى السفارة الفرنسية للسماح لهم بتقديم «البكالوريا الفرنسية»، فقد قبلت السفارة جميع الطلبات التي قدمت ضمن المهلة المحددة»، حسب ما يؤكد المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي فادي يرق، وهي المهلة التي انتهت الخميس الماضي.
بعيداً عن حال المدارس وطلابها، كرّمت بلدية طورا أبناءها العائدين من أبيدجان. فلأن طورا التي يقيم أكثر من نصف عائلاتها في ساحل العاج، وجدت أن عليها تكريمهم بعد المحنة الإنسانية والاقتصادية التي عانوها في الفترة الأخيرة. كيف لا والبلدة وجاراتها من العباسية إلى دير قانون النهر ومدينة صور، تعيش من خيرات العمل في الكوت دي فوار منذ عقود. وفي حفل عشاء تكريمي في صور، أعلن السفير اللبناني في ساحل العاج علي عجمي أن «الوضع في أبيدجان اليوم يشبه ما كان عليه الوضع في زمن أمراء الحرب في لبنان، حيث هناك فريق واحد بعشرات الرؤوس»(الأخبار27نيسان2011).