نهر البارد | قبل نحو شهر من عودة أول دفعة من أهالي مخيم نهر البارد إلى بيوتهم التي يعاد إعمارها، بعد تدميرها بالكامل خلال أحداث المخيم بين الجيش وعناصر تنظيم فتح الإسلام صيف عام 2007، تفقّدت بعثة من الاتحاد الأوروبي أمس المخيم، في زيارة تعدّ الأكبر منذ بدء عملية إعادة الإعمار فيه قبل نحو سنتين، في إشارة فسرتها مصادر في الأونروا على أنها «دلالة على مدى الاهتمام الأوروبي ودعمه إعادة إعمار المخيم».
البعثة ترأستها رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان السفيرة إنجلينا إيخورست، ورافقها فيها سبعة سفراء من دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، هم سفراء النمسا، تشيكيا، بلجيكا، ألمانيا، السويد، بولندا وإسبانيا، فضلاً عن مدير الأونروا في لبنان سلفاتوري لومباردو.
4 محطات تضمنتها زيارة البعثة إلى المخيم، كانت أولاها في مكتب رئيس وحدة إعادة إعمار البارد تشارلز هيكنز، استمرت أكثر من ساعة عُرض فيه فيلم وثائقي عن عملية إعادة الإعمار، قبل أن يشرح هيكنز تفاصيلها وتكلفتها المالية ومراحلها، والمشاكل التي تعترضها، وخصوصاً لجهة نقص التمويل المتوافر حالياً، الذي لا يكفي إلا لإعمار رزمتين ونصف رزمة من أصل 8 رزم قُسم المخيم على أساسها، ثم عرض بعد ذلك صوراً ورسوماً وخرائط، قبل أن تعقب ذلك مناقشات واستفسارات مختلفة من جانب أعضاء البعثة، الذين أوضح لهم هيكنز بعدها أن «هذا المخيم هو الوحيد الذي لا يبنيه لاجئون فلسطينيون، كما هي حال بقية المخيمات، ومن هنا تنبع أهميته وضرورة التزام المجتمع الدولي بوعده لهم بإعادة إعماره».
أما المحطة الثانية، فتوقفت خلالها إيخورست وأعضاء البعثة في موقع الإعمار، حيث اطّلعت على سير الأعمال فيه من المهندسين والمشرفين، قبل أن تدخل لتفقّد بعض الشقق التي جرى الانتهاء منها على نحو شبه كامل، حيث إن أعمال الدهان والتشطيب الأخيرة شارفت على نهايتها، فجالت إيخورست وأعضاء الوفد داخلها، ولدى علمها بأن مساحة الشقة الواحدة تراوح بين 70 متراً و110 أمتار، سألت مستفسرة: «هل تكفي هذه الشقة الصغيرة عائلات كبيرة العدد؟»، فأوضح لها أحد المهندسين المرافقين أن «صغر المساحة التي تركها لنا المخطط التوجيهي فوق رقعة الأرض هذه، فرض علينا تصغير مساحات الشقق من أجل استيعاب أكبر عدد من العائلات التي ستعود إلى المخيم».
الأشغال في موقع الإعمار ضمن الرزمة الأولى تتفاوت، إذ إن الأعمال شارفت على الانتهاء في جزء منها، لجهة إنجاز الدهان والتشطيب النهائي، فيما لا تزال في بدايتها في أجزاء أخرى، حيث لفت مهندسون عاملون في الموقع لـ«الأخبار» إلى أن «المقاولين وعدوا بأن يسلمونا نهاية الشهر الجاري هذا الجزء، بعد الانتهاء من مد شبكتي الصرف الصحي ومياه الشرب وخطوط شبكة الكهرباء والعدّادات، الأمر الذي ستتحقّق مطلع شهر أيار المقبل عودة 106 عائلات من أصل 423 عائلة ينتظر عودتها حسب المخطط إلى هذا الجزء من الرزمة الأولى، لتكون عودة هذه العائلات باكورة عودة أهالي المخيم المنتظرة إلى منازلهم».
كرامة الإنسان
أشارت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان السفيرة إنجلينا إيخورست إلى أنه «منذ عام 2007، جنّد الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء كل الوسائل المتوافرة للاستجابة ليس فقط إلى حاجات اللاجئين الفلسطينيّين بعد أزمة مخيم نهر البارد، بل أيضاً لدعم المجتمع اللبناني في المناطق المحيطة والمساهمة في النهوض الاجتماعي والاقتصادي في منطقة الشمال كلها».
وأكدت إيخورست أن «دعم اللاجئين الفلسطينيّين أمر يتعلق بكرامة الإنسان وهو أساسي لاستقرار لبنان، وأن الاتحاد الأوروبي سيستمر في دعم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والشرق الأوسط».