واصل موظفو مستشفى حاصبيا الحكومي إضرابهم للأسبوع الثاني على التوالي، احتجاجاً على عدم دفع رواتبهم للشهر الثامن، وغياب المبادرات الإنقاذية من المسؤولين والمعنيين. وأدى الإضراب المفتوح إلى شلل تام في مختلف أقسام المستشفى؛ فالغرف خالية من أي مريض، والنقص واضح في الأدوية والعديد من المستلزمات الطبية.
وكان موظفو المستشفى قد تحرّكوا باتجاه العديد من فاعليات حاصبيا والمسؤولين المحليين في البلدة والقرى المحاذية لشرح مأساتهم، والتقى وفد منهم عدداً من الشخصيات السياسية والحزبية لشرح معاناتهم، حيث خلصت النقاشات إلى أن المشكلة تكمن في مجلس إدارة هذا المستشفى، الذي من المفترض تغييره فور تأليف الحكومة. وكذلك جرى الاتصال بوزير الصحة محمد جواد خليفة لشرح الوضع في المستشفى والمطالبة بضرورة وضع حد لمعاناته، وقد قرر خليفة صرف مبلغ 350 مليون ليرة، على أن يعود الموظفون عن إضرابهم.
المعروف أن مستشفى حاصبيا هو المؤسّسة الصحيّة الوحيدة في منطقة حاصبيا، فيما مشكلة تأخير رواتب العاملين فيه ليست جديدة؛ إذ واظب الموظفون منذ أكثر من عام على تنفيذ تحركات متواصلة للحصول على رواتبهم، وفي كل مرّة يحصّل الموظفون جزءاً من مستحقاتهم، لتعود إدارة المستشفى إلى التوقف عن دفع رواتب الأشهر المقبلة، فتتجدد المشكلة. ويشير المتابعون لملف المستشفى إلى أن الديون المترتبة عليه باتت تتعدى 1،5 مليار ليرة، وذلك رغم تأكيدات خليفة المتتالية بأن الوزارة تسدد مستحقات المستشفى دورياً. وأشار خليفة في تصريحات مختلفة إلى أن إدارة المستشفى تتحمل مسؤولية التقصير بحق الموظفين، وتماطل في دفع رواتبهم، بعد أن تصرف مخصصات الرواتب على بنود أخرى. (الأخبار 11 نيسان 2011)