بعد طول انتظار سيعود بعض أبناء مخيم البارد إلى الرزمة الأولى في المخيم. بالطبع لن يعود كل اللاجئين الى بيوتهم، فالمشوار لا يزال طويلاً، إذ رغم توفر المال للرزمة الأولى لم ينته العمل فيها بعد
عبد الكافي الصمد
يشهد يوم غد الثلاثاء عودة أول دفعة من أهالي مخيم نهر البارد إلى بيوتهم الجديدة في المخيم، إيذاناً ببدء عملية ضخّ الحياة فيه من جديد، بعد إخلائه كلياً من قاطنيه إثر الأحداث الأمنية التي اندلعت فيه صيف عام 2007 بين الجيش ومسلحي تنظيم «فتح الإسلام»، وأدّت الى تدمير المخيم إلى حدّ كبير، ما دفع إلى جرف ركامه في موازاة نزع الألغام منه، تمهيداً لإعادة إعماره مجدداً وعودة نازحيه إليه.
عملية إعادة إعمار المخيم التي استغرق التمهيد لها الكثير من الوقت، لإنجاز عملية استملاك الأراضي ووضع المخطط التوجيهي له وتأمين التمويل اللازم لذلك، قامت على أساس تقسيم المخيم إلى 8 رزم، فيما عاد إلى الجزء الجديد من المخيم الواقع في المناطق المحاذية آلاف العائلات النازحة، التي عملت على إصلاح منازلها وترميمها بتمويل ذاتي، بينما استقرت مئات عائلات المخيم القديم في كاراجات أو داخل بيوت الإيواء المؤقت (الباراكسات)، بانتظار الانتهاء من إعادة الإعمار.
الرزمة الأولى التي تبلغ تكلفة إعادة إعمارها 26.600 مليون دولار أميركي، حسب الجداول البيانية التي أعدّتها الأونروا، كان مقدراً أن تُسلّم نهاية العام الماضي، إلا أن التأخير الذي رافق أعمال إعادة الإعمار، وبعض العقبات الفنية التي برزت، كانت وراء عدم الالتزام بالموعد المحدد، إلى أن حدد موعد آخر هو يوم غد الثلاثاء.
لكن عودة بعض نازحي مخيم نهر البارد غداً إلى منازلهم الجديدة في الرزمة الأولى ستكون ناقصة، ذلك أنه من أصل 423 عائلة يفترض أن تعود للسكن في هذه الرزمة، لن يعود غداً سوى 108 عائلات فقط، لأن إعادة إعمار الرزمة الأولى لم ينته بعد، ما دفع وكالة الأونروا المشرفة على إعادة إعمار المخيم إلى تنظيم عودة جزئية للنازحين إليه، نظراً للضغوط التي تتعرض لها بسبب التأخير في إنجاز ما تعهدت به من وعود لأهالي المخيم.
وحسب البرنامج المُعدّ ليوم غد، فإن احتفالاً رمزياً بسيطاً سيقام بالمناسبة، سيحضره المدير العام للأونروا في لبنان سلفاتوري لومباردو، على أن يُقام الاحتفال الكبير بعد الانتهاء من إعمار الرزمة الأولى كلها، في موعد لم يُحدد حتى
الآن.
العائلات الـ108 التي ستعود إلى منازلها الجديدة في الرزمة الأولى غداً، ستتسلم مفاتيح هذه المنازل فوراً، إضافة إلى شيكات بدل الأثاث، في إجراء يسمح لها بأن تباشر سكنها فوراً في هذه المنازل؛ أما من أراد تأخير العودة قليلاً إلى حين ترتيب أوضاعه، فالفرصة متاحة أمامه حتى نهاية شهر حزيران المقبل، حيث سينتهي عندها مفعول تقديم بدلات الإيجار للعائلات العائدة.
لكن العائلات العائدة إلى الرزمة الأولى ستواجه صعوبة في الدخول والخروج من منازلها في المرحلة المقبلة، لأن الجيش ما زال يقيم حواجز وأسلاكاً شائكة حول المخيم القديم، ومن أجل حلّ هذه المشكلة آنياً، فُتحت طريق للمشاة بمحاذاة حاجز الجيش عند مدخل الرزمة الأولى، والمباني غير المنجزة بعد في هذه الرزمة ستحاط بأسلاك شائكة، لن تُزال قبل الانتهاء من إعادة إعمار الرزمة كلها، عندها سيرجع حاجز الجيش إلى خلف الرزمة الأولى قليلاً، ما سيجعل هذه الرزمة حينها مفتوحة على الجزء الجديد من المخيم.
إحصاءات الأونروا
حسب جداول الإحصاءات التي أعدّتها الأونروا، فإن 5033 عائلة يفترض أن تعود إلى مخيم البارد إثر انتهاء إعادة إعماره. وإلى أن يحصل ذلك، وهو محط شكوك ومخاوف، لأن الأموال المتوافرة بالكاد تكفي لبناء 3 رزم إضافة إلى مجمّع الأونروا في المخيم، فإن الرزم وُزّعت لتستوعب العائلات العائدة على النحو الآتي: الرزمة الأولى 423 عائلة، الثانية 666 عائلة، الثالثة 638 عائلة، الرابعة 720 عائلة، الخامسة، وهي أكبر الرزم، 788 عائلة، السادسة 509 عائلات، السابعة 735 عائلة، الثامنة، وهي أصغر الرزم، 367 عائلة، إضافة إلى منطقة AO التي تستوعب 187 عائلة. (الأخبار 18 نيسان 2011)