جولة ميدانية على مدارس رسمية في ضاحية بيروت الجنوبية تظهر اوضاعا مأسوية فنموذج مدرسة تحويطة الغدير الرسمية الكائنة على طريق المطار والتي نعرض صورا عن حالها يبرر عتب المواطن على الدولة والحكومة ومؤسساتها ولجوئه مكرها الى جهات حزبية ومؤسسات تربوية لتأمين علم كريم لأبنائه. فالوضح المأسوي للمدرسة التي توفر العلم بنظام الدوامين وفي صفوف "كونتينير" تضع تحت المجهر مسؤولية المنطقة التربوية ودورها في رصد واقع المدارس ونقلها الى وزير التربية.
الواجهة الامامية للمدرسة تشير الى اننا امام مبنى تعليمي! يتكامل بناؤه بقسم خاص له طابع هندسي مشابه للهنغار. على الجانب الآخر من المدرسة، مجموعة دواليب لشاحنات ضخمة متروكة على الطريق وقد تكون لبعض مالكي مرائب تصليح السيارات المحيطة بالمدرسة. ولا شك في ان واقع هذه المدرسة يعبر عن وضع مأسوي بل هو نموذج لواقع صعب سقط سهوا من سلسلة الانجازات التي تحدث عنها وزير التربية اخيرا، وان كانت المسؤوليات متعددة في هذا المجال فتلامذة المدرسة بحسب المعلومات والوقائع يدرسون في مستوعبات او ما يعرف بالكونتينير منذ العام 1998. ورغم الجهود التي بذلتها مؤسسة الوليد بن طلال، بقي الوضع صعبا كما قيل لنا، لا سيما ان ارضية الصف هي من الخشب مما يجعلها "سريعة العطب؟ وقابلة للاهتراء بسهولة. وتظهر الصور جورة خشبية في احد الصفوف سكنها الاهتراء، وهي مدخل خاص للفئران والجرذان الى داخل الصف!!! وذكرت لنا احدى المعلمات ان رائحة الفطور الشهي التي كانت تتناوله مع رفيقتها قرب الجورة الخشبية في الصف المستودع جذب فأرا وحشرات. وأضف الى ما سمعناه، هناك سقف المدرسة المثقوب مما يرجح دخول المطر الى بعض الصفوف خلال فصل الشتاء.
وذكرت مصادر ان المدرسة تلتزم نظام الدوامين صباحي من 7:30 الى 12:15 لـ 519 تلميذا ودوام آخر من 12:30 الى 5:00 بعد الظهر لـ 154 تلميذا. مدة كل حصة 45 دقيقة بينما "العرف التربوي ينص على ان تكون 55 دقيقة". على الصعيد الرسمي، زار مهندس من وزارة التربية المدرسة العام الماضي ورصد الحاجات ولم يعد!. وبقي الثقل كالعادة على مؤسسات المجتمع المدني، لا سيما على عاتق الملتقى النسائي ومؤسسة عامل وبلدية الغدير يعملون على استمرار المدرسة، من خلال تجهيز بعض الصفوف بأرضية باطون وذلك لمنع الفئران من الانضمام الى حلقات الدراسة
(النهار21 نيسان21011()