نظمت "الهيئة الأهلية لمكافحة الطائفية"، في قصر الأونيسكو ندوة حول "الطائفية والتربية"، تحدث خلالها الدكتور علي خليفة والدكتورة أوغاريت يونان، والوزير شربل نحاس، الذي فصل فصلاً تاماً ما بين الطائفة والدين، في تعريف جديد وحديث لمعنى "الطائفة" التي لا علاقة لها بالدين لأن العشائر والتحالفات القبلية مثلاً هي طوائف، ولا علاقة لها بالمذاهب، معتبراً أن الدمج بينهما هو انزلاق خطير في المذهبية.
وقد قدّم المحاضرون عرضاً لبعض الدراسات التي تفضح تخلي الدولة عن أبنائها، إذ تؤكد النتائج أن نسبة 70 % من طلاب لبنان يدرسون في مدارس خاصة- طائفية، بعدما منحت المادة العاشرة من الدستور اللبناني طوائف البلاد الحق في إنشاء مدارسها، رافضة، وفق النص الدستوري، المس بـ"حقوق الطوائف من جهة إنشاء مدارسها الخاصة"، في وقت تركت هذه الدولة نفسها التعليم الرسمي، ينزلق إلى أسفل درك المستوى التعليمي والأكاديمي، مستمرة في تمويل التعليم الخاص نصف المجاني، بما يوازي أو يفوق كلفة تطوير وتصحيح القطاع الرسمي بالمليارات، حيث تدفع عن كل تلميذ حوالى سبعمائة ألف ليرة لبنانية سنوياً.
وقد أكدت رئيسة "جامعة اللاعنف في لبنان والعالم العربي" الدكتورة أوغاريت يونان، أن التربية في لبنان أعطيت للطوائف قبل نشوء الوطن وتعززت بالدستور مع نشوئه، مع المادتين التاسعة والعاشرة من الدستور، كما أن "حقوقهم مقدسة لا تمسّ"، لا بل أعطيت، أي الطوائف، ووفقاً للمادة 19 من الدستور، حق المراجعة أمام المجلس الدستوري وحق الطعن وكأنهم مؤسسات دستورية، وهي ليست كذلك.(السفير 30أبار2011)