هدّد رئيس جمعيّة أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، مجدداً، بوقف استقبال مرضى الضمان الاجتماعي، اعتباراً من شهر تموز المقبل، إذا لم يقرّ الصندوق آليّة جديدة لسداد الفواتير عبر سلفات ماليّة شهريّة، وبذلك يقع المضمونون مرة أخرى تحت رحمة تهديدات أصحاب المستشفيات الخاصة الذين اعتادوا على استعمال المضمونين ورقة للتفاوض مع إدارة الصندوق على مطالب يدّعون أنها ضرورة لا يمكن التنازل عنها تحت أي ظرف.
لكن للأسف فإن ما تظهره الوقائع تتناقض مع ما يدلي به المسؤولون في الصندوق، والتي تكشف أن المبالغ المتراكمة والمستحقة للمستشفيات حتى نهاية عام 2010 لا تخرج عن حجمها الطبيعي، وأن مدفوعات الصندوق في هذه السنة تحديداً تصل إلى 70% من المستحقات.
فقد قبضت المستشفيات الخاصة من صندوق الضمان في عام 2010 مبلغ 310 مليارات ليرة، منها 54 مليار ليرة حصّة الأطباء العاملين في هذه المستشفيات، وإذا احتسبت المدفوعات في عام 2011 تكون المستشفيات قد قبضت أكثر من 400 مليار ليرة.
أما بالنسبة الى المتراكمات، فهي في هذه الحالة ليست أمراً غير اعتيادي، إذ بحسب مسؤولين في الصندوق، فإن فواتير الاستشفاء تأتي من المستشفى إلى مكاتب الصندوق في المناطق بعد شهرين من الاستشفاء الفعلي، ثم تمرّ في مراحل إدارية وتدقيق وتصفية لتبلغ مرحلة الدفع.
ويشير مسؤولو الضمان إلى أن تهديدات هارون الأخيرة تسوّق لمسألة السلفات المالية على أنها تعويض للمستشفيات من الضمان بسبب رفضه إقرار زيادة التعرفات الاستشفائية، فضلاً عن أنها توحي بأن الضمان مقصّر لجهة سداد الأموال المستحقة لها عن استشفاء مرضى على عاتق الضمان، أي أن لها مستحقات ضخمة متراكمة بذمة الصندوق يؤدي عدم سدادها إلى وضع المستشفيات في مأزق مالي. (الأخبار 10 حزيران2011)