العكاريون يطالبون بتجهيز مستشفاهم الحكومي الوحيد..والخلافات السياسية تعوق ذلك

تحوّل موضوع تجهيز وتأهيل "مستشفى عبد الله الراسي الحكومي" إلى مادة موسمية تطرح عند كل استحقاق سياسي أو مؤتمر إنمائي في منطقة عكار، حيث تتم المطالبة بتجــهيز المستشفى بمعدات وآلات التصوير المتطورة، وإنشاء قسم لرعاية الأطفال، وقسم عناية فائقة، وآخر لمرضى القلب، إلا أن تلك المطالب لم تلق آذاناً صاغية لدى "مجلس الإنماء والإعمار"، الجهة المخولة منذ البداية، الإشراف على المشروع وتجهيزه بالشكل المطلوب.
ولا شك أن تأهيل المستشفى يشكل محط آمال وتطلعات أبناء عكار في تحقيق الإنماء المتوازن، حيث يصعب على العكاريين تذكر مشروع واحد نفذ من قبل المجلس في الفترة المحددة، من دون أن تشوبه أخطاء في الدراسة أو في التنفيذ، ذلك فضلاً عن المعوقات والخلافات السياسية التي حالت طيلة ثماني سنوات، وبالرغم من انتهاء أعمال البناء، من فتح أبواب المستشفى أمام المرضى، لأنه يعاني لغاية اليوم من شغور في منصب المدير الأصيل، وتعاقب على إدارته منذ العام 2006 ثلاثة مدراء، كما شهد عدة إعتصامات لموظفيه بسبب التأخير في دفع رواتبهم.
ويتحدث عضو مجلس الإدارة، المكلف بالأعمال الإدارية في المستشفى المهندس حسين المصري في تحقيق لصحيفة السفير عن الضغوطات السياسية والخلافات التي حالت دون افتتاح المستشفى، بالرغم من انتهاء العمل فيه منذ عام 1998، لافتاً إلى أن مجلس الإدارة الذي تم تعيينه آنذاك بقرار من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، استلم عام 2006 (تاريخ افتتاح المستشفى) كارثة من حيث البناء والتجهيزات، فالبناء كان في حالة يرثى لها، بالرغم من أن كلفته فاقت ثلاثة أضعاف المبلغ المخصص، كما أن الإدارة امتنعت عن استلام المعدات الطبية المتهرئة، والتي ما زالت لغاية اليوم موجودة في المستودعات، واعتبر المصري أن كل ذلك يعود إلى إهمال مجلس الإنماء والإعمار، الذي لم يمارس صلاحياته بالشكل المطلوب.(السفير 24 حزيران2011)