رفعت مؤسسات التعليم الرسمي في بلدة بر الياس البقاعية أمس، الصوت عاليا استنكارا على التقصير في حماية المعلمين الرسميين، الذين يتعرضون بين الفينة والأخرى لاعتداءات بالضرب من دون أن تتمكن قوى الأمن الداخلي من معرفة المعتدي. وذلك ما حصل «الأسبوع الماضي مع ناظر ثانوية البلدة الرسمية إبراهيم الحمد، الذي تعرض للضرب بآلة حادة وما يزال مرتكب الاعتداء غير معروف حتى اليوم»، كما قال مدير الثانوية أحمد بسج.
وبعد أسبوع على الحادثة، لم يجد أساتذة «ثانوية بر الياس» أمس، سوى الاعتصام والاستنكار أمام مبنى المدرسة، التي تعطلت فيها الدروس. وتضامن مع المعتصمين رئيس البلدية الرائد المتقاعد ناجي الميس، وأعضاء البلدية، بمشاركة أساتذة الابتدائية والمتوسطة والمهنية الرسمية في البلدة، و»رابطة التعليم الثانوي»، التي أعلنت أن «الاعتداء على الحمد هو اعتداء على التعليم الرسمي برمته، وهو اعتداء على وزارة التربية»، كما قال ممثل الرابطة وليم العوطة.
ويأتي اعتداء الأسبوع الماضي ضمن مسلسل حوادث متكررة شهدتها الثانوية، وذلك بعد إحراق غرفة الأساتذة فيها، وإلحاق أضرار في هياكل سيارات الكادر التعليمي والإداري، وسواها من الاعتداءات التي لم يكشف النقاب عنها حتى اليوم. والخطورة في حوادث الاعتداءات، كما قال بسج، هو «عدم معرفة الفاعلين والمرتكبين، رغم المراجعات العديدة التي قامت بها الثانوية لدى الأجهزة المختصة، التي لم تتمكن حتى اليوم من معرفة الفاعلين»، مطالباً السلطات الأمنية بـ»الإسراع في كشف الفاعلين من دون الالتفات إلى أي تدخلات أو استغلالات، من أجل الحفاظ على المدارس، الثانوية، والمتوسطة، والمهنية في بر الياس وسائر الجسم التعليم في البقاع ولبنان»، مؤكدا على «ضرورة حماية الجسم التعليمي الرسمي والخاص، لأنه إذا قصرت الدولة في معاقبة الجناة فسلام على التعليم الرسمي في لبنان».
واعتبر العوطة أن «الاعتداء هو اعتداء على الجسم التعليمي في لبنان من خاص ورسمي، وكذلك هو اعتداء على وزارة التربية، وبالتالي فإن الجهات الأمنية مطالبة بملاحقة الفاعلين، وإيجاد السبل الملائمة لحماية الأساتذة». كما تحدث الياس طراد باسم الهيئة التعليمية في ثانوية بر الياس، داعيا «الجميع للتكاتف لإلقاء القبض على الفاعل ليكون عبرة لغيره في المستقبل».(السفير 25 أيار2011)