"مشروع المواطنية" للسنة الدراسية 2010 - 2011، كان أمس عنوان تذكرته وزارة التربية بعدما شارك فيه متدربا 300 من اساتذة الانسانيات والتربية المدنية في أكثر من 200 مدرسة الى اكثر من 12000 تلميذ وتلميذة.
رعى أمس وزير التربية والتعليم العالي حسن منيمنة ممثلا بمدير التعليم الثانوي محيي الدين كشلي، الإحتفال التكريمي للمدارس المشاركة في "مشروع المواطنية"، الذي أنجزه المركز التربوي للبحوث والإنماء والمركز اللبناني للتربية المدنية في عدد كبير من المدارس الرسمية في حضور اعضاء اللجنة التنفيذية للمشروع التي تضم مدير التعليم الإبتدائي جورج داوود ، رئيس مكتب الإعداد والتدريب حنا عوكر، رئيس دائرة التعليم الإبتدائي هادي زلزلي، رئيسة منطقة جبل لبنان التربوية منى حيدر، والمستشارين بدري نجم، نزار غريب وميشال بدر والدكتورة وفاء قطب وجمع من مديري المدارس المشاركة وأساتذتها وتلامذتها .
بعد النشيد الوطني وتقديم من جوزف يونس تم عرض شريط وثائقي عن أعمال التلامذة في المشروع، تحدثت بعده مديرة المركز اللبناني للتربية المدنية رلى مخايل فقالت: "مواطنون، معنيون، مشاركون في التغيير" عنوان اختاره المركز لأحد برامجه "مشروع المواطنية" الذي بدأ العمل فيه منذ العام 2005 بالتعاون مع وزارة التربية والمركز التربوي وطاولت نشاطاته القطاعين الرسمي والخاص.
وأوضحت أن المشروع شكل فرصة فريدة للتجوال في خريطة الموزاييك اللبنانية ودعوة التلامذة للحوار والتفاعل في مواضيع ليس من البديهي مناقشتها في قاعة الصف، والقضايا العامة التي اختيرت للدراسة عكست مشكلات الوطن من عكار شمالاً إلى صور جنوباً، مروراً ببيروت ووصولاً إلى البقاع. لكن البعض يتساءل ماذا يربط قضية الحقيبة المدرسية بمسألة الاصلاح الانتخابي مثلا؟ الجواب هو في المواطنية، وللمدرسة الدور المحوري في التنشئة على ركائزها. فكان لا بد من أن تخرج المدارس إلى الفضاء العام، إلى البلديات والمكتبات العامة، إلى مقابلة المسؤولين في الإدارات العامة، وللتعرف على مؤسسات المجتمع المدني.
وألقت الدكتورة ليلى فياض كلمة قالت فيها: "لقد عمل تلامذة المدارس في مشروع المواطنية بكل جدية ووعي، مع قضايا يعانون منها، وتشكل لهم ولمعلميهم وأهاليهم هواجس مستمرة ويطلعون على تطورها في وسائل الإعلام وعبر شبكة المعلومات والمواقع الإلكترونية". واضافت، "إذا استعرضنا مشاريعهم نجدها شاملة لمروحة عريضة من القضايا، إذ تضمنت التوعية على اخطار المخدِّرات ورفع درجة الوعي تجاهها، كما قاربوا موضوع التحرُّش الجنسي لدى الأطفال، وضرورة إدراج التربية الجنسية في المدارس الرسمية، كما تطرّقوا إلى المواضيع البيئية من جوانبها كافة. وشكَّلت قضايا العنف ضد الاولاد واستيعاب ذوي الحاجات الخاصة في المدارس هاجساً وطنياً واجتماعياً، فخططوا له وقاربوا الحلول مع المسؤولين داخل المدرسة وخارجها.
واوضحت ان الأساتذة راكموا خبرات تدريبية وعملية في مجال التربية المدنية أفاد منها التلامذة، عبر رفع وعيهم لمفهوم المواطنية الفاعلة وتكريس ثقافة الحقوق.
وألقى كشلي كلمة الوزير منيمنة، فقال: "تلامس مسألة المواطنية أكثر مجالات حياتنا اليومية، وتدفعنا قيمها إلى ترسيخ نمط فعل وصقل ذهنيات وأطر وعي لدى أجيالنا الصاعدة، كي يصبح السلوك المواطني والإلتزام بالمجال العام سجية وعادة وخلقاً ثابتأً.
واعتبر أن "كل مشاريعنا وخططنا التربوية تبقى من دون جدوى إذا لم توصلنا إلى إعداد جيل يوظف كل علومه وجهوده من أجل وطنه ومواطنيه ومجتمعه، فيشكِّل مع أقرانه إطاراً لحياة يحافظ فيها المواطنون على النظافة والرقي في العلاقات المبنية على الاحترام وقبول الآخر، وتكريس مبادئ الحرية وحقوق الإنسان وتغليب العام على الخاص في القضايا الوطنية والعامة".
واوضح، "أن نظرة سريعة إلى المشاريع التي نفذتها المدارس في إطار مشروع المواطنية تعطينا فكرة واضحة عن هواجس الجيل والإنتظارات التي يتطلع إليها، والرغبة والطاقة والعزيمة التي يوظِّفها الشباب من أجل نشر أفكارهم والعمل على تحقيقها، والحفاظ على بيئتهم والتصدي للآفات الاجتماعية والصحية التي تهدِّدهم وتستدعي منهم وقفة واعية للحفاظ على غَدِهم الآتي ليكون أكثر إشراقاً وأقل استعداداً للإنزلاق في هوًّة الموبقات.
بعد ذلك تم تسليم الشهادات والميداليات للمدارس والتلامذة وتم تقديم دروع تكريمية للفائزين.(النهار 27 أيار 2011)