ينفذ حوالى 100 ألف معلم في قطاع التعليم الرسمي والخاص اضرابا تحذيريا اليوم في كل معاهد وكليات وفروع الجامعة اللبنانية والثانويات والمدارس الرسمية الابتدائية والمتوسطة في القطاعين الرسمي والخاص ومعاهد التعليم المهني والتقني الرسمي في جميع الادارات العامة، تلبية لدعوة هيئة التنسيق النقابية، رفضاً لحال الجمود والفراغ السياسي الحاصل في البلاد، وتحذيرا من تفاقم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية وارتفاع الاسعار وتأكيدا على ضرورة تصحيح الاجور واقرار غلاء المعيشة بما يوازي نسبة التضخم. ويعني ذلك ان حوالى مليون تلميذ وتلميذة وطالب وطالبة سيبقون في منازلهم.
ويطالب الاساتذة ايضا بتحصيل حقوقهم انطلاقاً من سلسلة مطالب تتعلق بالدرجات لاساتذة المرحلة ما قبل الجامعية، وباحتساب المعاش التقاعدي لأساتذة الجامعة اللبنانية وغيرها من المطالب.
ويأتي اضراب المعلمين اليوم شاملا على المستوى السياسي، اذ يشارك جميع المعلمين من قوى 8 و14 اذار، بعدما توافقت الروابط والنقابات على المطالب والتقت على رفع شعار رئيس رفضا للفراغ الحكومي واستنكارا للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. ويبدو ان هيئة التنسيق النقابية التي تجمع كل نقابات وروابط المعلمين عادت الى تأدية دورها بمعزل عن الخلاف السياسي بين الاطراف المتصارعة في البلاد.
وفي مسار الاضراب اليوم اتفق الاساتذة على عدم التجمع أو اقامة اي مهرجانات، وابقاء الاضراب سلميا، فيما تخوفت بعض النقابات من تحرك يوم غد الخميس في الشارع، خصوصا ان مدارس كثيرة طلبت من التلامذة عدم الحضور خوفا من مشكلات في الشارع.
وقال نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض أن الاضراب اليوم سيكون عاما، ويشمل القطاع التربوي بمرافقه كافة، الجامعة اللبنانية، التعليم الرسمي الثانوي والابتدائي والمتوسط، التعليم الخاص ومن ضمنها المدارس الكاثوليكية، وموظفي الادارة، وأشار الى أن هذا الاضراب جاء بقرار من هيئة التنسيق النقابية بما فيها نقابة المعلمين في القطاع الخاص".
واشار الى ان "الاضراب موجّه ضد الطاقم السياسي الذي لم يستطع تشكيل الحكومة لانقاذ البلد الذي يتجه نحو انهيار اقتصادي كبير، والذي سيكون لذوي الدخل المحدود الحصة الاكبر من سيئاته ومن ضمنهم اساتذة الجامعة والمعلمين والموظفين". وقال:" لا معنى للتوقيت، انتظرنا لمدة اشهر تحقيق المطالب، وانما الاوضاع تردت، والاجور والرواتب تتآكل، مؤكدا الحرص على التلامذة وعلى الاهالي، لافتا الى ان البلد لم يعد يحتمل هذا الفراغ على صعيد السلطة، الامر الذي ينعكس سلبا على الوضع الاقتصادي".
وصدرت امس بيانات عدة مؤيدة للاضراب، واعلن الاساتذة المتعاقدون في المدارس الثانوية والمتوسطة والابتدائية الرسمية تأييدهم للاضراب ودعم مطالب المعلمين. كما صدرت مواقف سياسية مؤيدة الاضراب.
وأصدرت مدارس جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في بيروت بيانا أعلنت فيه الالتزام باضراب الاربعاء، فتتوقف الدراسة في مدارسها.
وأشارت الى ان بعد غد الخميس وبسبب توقف الباصات، فان ادارة الشؤون التربوية لن تتمكن من تسيير باصاتها خلال هذا اليوم، ولكن جميع مدارس الجمعية ستفتح أبوابها لاستقبال التلامذة ويتولى أولياء الأمور نقل أبنائهم بوسائلهم الخاصة.(النهار 18 أيار 2011)