الصايغ: قانون ضمان الشيخوخة الحل الأفضل لضمان "كرامة المسنين"

إذا كان الطفل يحتاج الى رعاية وحضانة من قبل الأهل، فإن المسن بحاجة لعناية مضاعفة، كي يعيش بكرامة وراحة، خصوصاً وأن العديد من المسنين يشعرون أنهم عبء على أولادهم، فيعيشون بقلق وحياء. ولكن، ما هو دور العائلة والمجتمع الأهلي والمؤسسات الخاصة والدولة في تأمين هذه الرعاية؟ للإجابة على هذه الأسئلة، نظم المركز الكاثوليكي للإعلام جل الديب ندوة بعنوان "كرامة المسنين"، بمشاركة وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال سليم الصايغ ومديرة مركز "الاستقبال" في جماعة "رسالة الحياة" الأخت إمانويال أسمر والمتحدثة باسم "جمعية أصدقاء مطاعم المحبة" أنطوانيت قازان.
أبو كسم
اعتبر مدير المركز الخوري عبده أبوكسم "أن المسن الذي ضحّى وربّى وتعب أمام أولاده له الحق في عيشة كريمة. وحق المسن ليس على أولاده فحسب، إنما على المجتمع والوطن، لأنه عمل هو أيضاً في سبيل وطنه ومجتمعه، وكان عنصراً فاعلاً في الحقل الذي كان يعمل فيه".
وأضاف: "حق المسن أيضاً على الكنيسة التي من واجبها أن ترعى المسنين وتؤمن لهم جواً من الراحة والصلاة والتأمل". ودعا الى "أن تعنى الدولة بالمسنين من خلال تأمين ضمان الشيخوخة وتأسيس النوادي لهم في مختلف المناطق".
وتحدثت أسمر عن دور المركز في الرعاية "نهتم بكل إنسان متروك ومشرّد، إن كان طفلاً أو شاباً أو مسناً"، وأشارت الى "أن المسن يحتاج الى عناية خاصة كي نجعله يشعر أننا عائلته وأنه ليس متروكاً وأن يعيش بكرامة في أيامه الأخيرة"، لافتة الى "أننا نأخذ في الاعتبار خصوصيات الفئة العمرية للأشخاص الموجودين في المركز".
وتحدثت عن الجماعة التي تأسست سنة 1993 في زحلة ثم انتقلت الى انطلياس في العام 1998، وتضم 25 عضواً من شباب وشابات.
ولفتت قازان الى "أن جمعية أصدقاء مطاعم المحبة تأسست سنة 1983 في سن الفيل إثر نزوح عدد كبير من العائلات من قراهم أثناء الأحداث. وانتشرت فروع الجمعية في كل لبنان، وتضم 27 مطعماً مجانياً، تؤمن وجبات الطعام لنحو 400 ألف محتاج ومعوز يقصدونها سنوياً، إضافة الى توزيع سندويشات على مدرستين رسميتين في سن الفيل والنبعة".
وأشارت الى "أننا نؤمن بعض الأدوية للمحتاجين، خصوصاً أدوية الأمراض المزمنة كما نؤمن بعض وسائل الترفيه والتسلية للمسنين، ونوزع الثياب والألعاب والهدايا على الأطفال"، مشددة على "أهمية التضامن بين الجميع كي نستمر، خصوصاً وأن اللبناني كريم ويتقاسم الرغيف مع غيره".
الصايغ
واعتبر الصايغ "أن العمل الاجتماعي بشكل عام، هو عمل إنساني، منطلقاته أخلاقية أكثر مما هي منطلقات علمية".
ولفت الى أنه "على الدولة ترتيب الوضع وترشيد الإنفاق الاجتماعي بالشراكة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص، وإلا ستبقى بحالة عجز دائم". وأكد أن "كرامة المسن هي كرامة كل إنسان، لذا يجب أن يعيش كيانه الاجتماعي حتى آخر لحظة من حياته، وأن يتفاعل مع بيئته"، مشدداً على "أهمية دور العائلة في حياة المسن".
وعن الشراكة في الرعاية التي وردت في الميثاق الاجتماعي، قال: "إن الشراكة لا تعني انسحاب الدولة من مسؤولياتها، لكن أن نركّز على الأطر الناظمة لرعاية المسنين أي أن نحدّد المعايير وأن تعمل المؤسسات بشكل منظم".
وتحدث عن "تنمية القدرات العقلية عند المسن كي يبقى نشيطاً ومنتجاً ومتفاعلاً كما نشجع الرياضة الخاصة بهم مما ينعكس إيجاباً على صحته".
وأشار الى "تنمية المسن في مجتمعه والحفاظ على ديمومته في الريف من خلال تأمين الأندية والمؤسسات، خصوصاً وأن أكثر من 50% من سكان الأرياف هم من المسنين".
ولفت الى "أن الدولة ترعى نحو نصف عدد المسنين في المؤسسات، لكن يبقى ما يقارب 150 ألف مسن من دون تغطية اجتماعية أو صحية، ومهما فعلنا سنبقى مقصّرين تجاه هؤلاء إذا لم ننفذ مشروع قانون ضمان الشيخوخة"، مشيراً الى "العنف الذي يطال المسنين، إن كان عنفاً جسدياً أو معنوياً".