في عام 1905 أنشئ مستشفى بعبدا الحكومي الجامعي، إلا أن تاريخه الاستشفائي لم يحمه من إهمال الدولة، فقد عصفت به أزمة ماليّة كبيرة من جراء هدم الدولة قسماً كبيراً منه عام 2004 وتوقف أعمال الترميم أواخر العام نفسه، ما ترك المستشفى ينوء تحت مصاريف ثابتة عالية بمداخيل منخفضة لعدم توافر القدرة الاستيعابيّة اللازمة... وكل ذلك أسهم في تراكم عجز كبير انعكس تأخراً متمادياً ومستمرّاً في دفع رواتب الموظفين ومستحقاتهم وتعويضاتهم على مدى سنوات عدّة... إلا أن دفع الرواتب تأخر كثيراً هذه المرة، فاستمر الموظفون في العمل من دون رواتب لمدة تزيد على أربعة اشهر، إضافة الى معاناتهم من تأخر دائم في دفع الرواتب والمستحقات في السنوات الخمس الماضية. وعلى هذا الأساس، نفذ الموظفون اعتصاماً أمس، وكانت مطالبهم واضحة: «نريد مستحقاتنا».
وطالب المعتصمون في بيان لهم الدولة اللبنانية ووزارة الصحة ومجلس الإنماء والإعمار بالمسارعة الى صرف المستحقات والاعتمادات والمساهمات الكافية التي تمكّن المستشفى من دفع رواتب الموظفين ومستحقاتهم وتعويضاتهم، وسد العجز الحاصل جراء توقف أعمال الترميم، وتشغيل الأقسام الجديدة الجاهزة في المستشفى.
كذلك دعوا وزارة الصحة العامة الى إعادة النظر في مسألة مساعدي الممرضين من غير حملة الشهادات لجهة إدخالهم الى الملاك الخاص بالمستشفى، أسوة بزملائهم مع إعطائهم بدل نقل يومي، والبدء، بعد انتظار دام حوالى ثلاثة عشر عاماً، بورشة الترميم المموّلة من الدولة الإيطالية والبنك الإسلامي للوصول الى 120 سريراً لكي ينطلق المستشفى بموارده وقدراته الذاتية، كما طالبوا الجامعة اللبنانية بتنفيذ أمر الدفع المتأخر لديها عن سنة 2008 رقم 13480 150/52 المتعلق بالمساهمة المخصصة لشراء معدات طبية للمستشفى بقيمة 3 مليارات و100 مليون ليرة بعدما أنجزت جميع الإجراءات القانونية المطلوبة لذلك.