هل تُفتتح مستشفى خربة قنافار؟

تسير، منذ شهر تقريباً، أعمال الصيانة والترميم على قدم وساق في المستشفى الحكومي في خربة قنافار. ورش بالجملة وزحمة عمّال طمأنت أهالي المنطقة إلى حال مستشفاهم الوحيد، لكنها لم تلغ مشاعر الخوف لديهم من عدم افتتاحه في القريب العاجل. فهذا المستشفى الموجود هناك منذ عام 1957، أقفل مرات عدة أو أعيد تأهيله ولم يفتتح نتيجة التجاذبات السياسية في المنطقة. وأي سؤال للأهالي عن الافتتاح، يجيبون بالمثل الشائع «ما تقول فول تيصير بالمكيول». هذه هي حال علي حمود من بلدة سحمر في البقاع الغربي، وهو الخائف من الإقفال النهائي «لأبواب المستشفى أمام المرضى في منطقة أهلها بأمسّ الحاجة إلى مرفق صحي حكومي، لا سيما أنه المستشفى الوحيد لقرى غربي بحيرة القرعون وجنوبيها، التي تفتقر إلى المستوصفات والعيادات شبه المجانية». يكمل الياس بشارة من بلدة المنصورة ما كان قد بدأه حمود، فيشير إلى أنّ المسؤولين لا يكادون يفتتحون المستشفى حتى يقفلوه، حتى أمسى العمل الاستشفائي فيه مرهوناً بالتجاذبات السياسية. ويتحدث الرجل عن حاجة المنطقة إلى مستشفى لبعد القرى عن مستشفيات المنطقة في شتورا، ويتذكر أنه أثناء نقل مرضى في حالات حرجة من القرية إلى شتورا، «مات أحدهم على الطريق». يعتب الرجل على الدولة، فهي «التي يفترض بها تقديم الرعاية الصحية بدلاً من زيادة التراجع في تقديماتها». رغم كل هذا الخوف، يشير مصدر مسؤول في وزارة الصحة، رفض الكشف عن اسمه، إلى أن «أبواب المستشفى قد تفتح مع بداية فصل الشتاء لهذا العام»، لافتاً إلى أن الوزارة أخذت قراراً بإعادة عمل المستشفى خلال الأشهر المقبلة فور إتمام عملية الترميم لطبقاته الثلاث بحيث تكون قادرة على استيعاب أكثر من 40 سريراً. ولا ينكر المسؤول أن «التراجع في خدمات المستشفى بدأ عام 1993، لسوء إدارته حينها، بهدف حماية مصالح أصحاب المستشفيات الخاصة ومطامعهم، وإرضاء بعض السياسيين». من جهة ثانية، أمل رئيس بلدية المنصورة، ابراهيم بدران ـــــ الذي اختلف عن بعض رؤساء البلديات الذين نأوا بأنفسهم عن الحديث عن حال المستشفى «إعادة المستشفى إلى العمل دون أي تدخّل سياسي يضع أولويات المحاصصة على حساب المواطنين».