أربك قرار إقفال المدرسة الأسقفية للروم الملكيين الكاثوليك المجانية في صور، المعلمين والأهالي الذين ينتمون بمعظمهم إلى الحارة القديمة
صور | يعيش نحو 250 طالباً و25 معلمة وأستاذاً أيامهم الأخيرة في المدرسة الأسقفية الكاثوليكية في مدينة صور، بعدما أصدرت مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في صور ومنطقتها قراراً بإقفال المدرسة مع نهاية العام الدراسي الجاري. أما السبب، فيعزوه مدير المدرسة إدمون إيليا إلى أن المطرانية «اتخذت القرار قبل أربعة أشهر، بسبب التكلفة المالية التي تتكبدها لتشغيل المدرسة، بدءاً من التعليم، مروراً بالنقل، ووصولاً إلى القرطاسية». وما زاد من العبء المالي في السنوات الأخيرة، بحسب إيليا، أن وزارة التربية والتعليم العالي أوقفت منذ عام 2007 مساهمتها في دعم المدارس المجانية، ما أدى إلى «ضرب» الميزان المالي للمدرسة، في وقت يتراجع فيه عدد الطلاب تدريجاً في كل عام، فيما عدد الطاقم التعليمي يبقى كما هو. وقد أحدث قرار الإقفال إرباكاً في صفوف الأهالي الذين ينتمون بمعظمهم إلى حارة صور القديمة. الحارة التي تحتضن الفئة الأفقر في المدينة، وجدت في القرار «إجحافاً بحق الفقراء الطالبين للعلم». فالمدرسة كانت منذ افتتاحها في عام 1890 ملحقة بالمطرانية التي تقع في قلب الحارة، قبل أن تنتقل إلى ضواحي المدينة في جل البحر في عام 1970 بعد توسعتها. وأصدر المعلمون والمعلمات والأهالي بياناً احتجاجياً على القرار، ناشدوا فيه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام «التدخل لعدم إغلاق الصرح التربوي الذي خرّج أجيالاً من أبناء المنطقة».
أحد الآباء «أسف» لأن يضطر إلى تسجيل ابنه في إحدى المدارس الرسمية بعد إقفال المدرسة، ما سيؤدي، برأيه، إلى تراجع مستواه التعليمي، إلى جانب «الجو غير المضبوط والمحكوم بأنظمة صارمة كما هي الحال في المدارس الخاصة». ويستعين الوالد لتأكيد نظريته أن «التعليم الرسمي أقل جودة ونظاماً»، بالنمط السائد في أذهان المواطنين الذين «يفضلون تسجيل أبنائهم في القطاع الخاص».
لا يتحمس أهل الحارة لأولوية تحويل الأموال المرصودة لدعم المدارس الرسمية بدلاً من المدارس المجانية التي يعدها البعض فئوية وطائفية، وخصوصاً «أن الأسقفية تحديداً تستقبل الجميع».
ويقترح عدد من الأهالي دعم المدرسة من العائدات التي تحصل عليها من مؤسساتها ومن ريع أراضي الوقف التي تملكها في المنطقة.(الأخبار 18 حزيران2011)