سانت ريتا العجائبية مدرسة غير مرخصة فتحت أبوابها سنة! حل "أزمة" الامتحانات بمرسوم

يبدو ان معاناة التلامذة المنتسبين الى مدارس خاصة تبين لذويهم مع انتهاء السنة الدراسية انها غير مرخصة، قد آلت الى خاتمة "انسانية"، مع إصدار وزير التربية حسن منيمنة، مرسوماً يضمن عدم ضياع سنتهم الدراسية سدى، ويجيز لهم التقدم الى الامتحانات الرسمية.

"خرجت" القضية الى العلن منتصف الأسبوع الفائت، مع تنبيه منيمنة ذوي التلامذة ان "مدرسة ليسيه سانت تيريز الحديثة الواقعة في سد البوشرية – السبتية، قد رفض طلب ترخيصها وقد قفلت إدارياً للسنة الدراسية 2010 – 2011، وبالتالي فإن أي وثيقة صادرة عنها تعتبر غير قانونية وغير مقبولة وتعرض حاملها ومصدرها للإجراءات القانونية المناسبة". وفي التحذير نفسه، تذكير بأن "طلب الحصول على ترخيص بإسم مدرسة سانت ريتا العجائبية قد رفض منذ بداية السنة الدراسية، وأبلغ هذا الأمر إلى أصحاب العلاقة والسلطات المعنية بضرورة القفل وعدم إستقبال التلامذة للسنة الدراسية 2010 – 2011، مما يعني ان أي تلميذ تابع الدراسة في هذه المؤسسة غير القانونية لا يعتد به".
في "خلفية" القضية، ان المدرستين تعودان الى "مالك" واحد، هو ابرهيم صبحة المعروف بابرهيم أبو جودة، الذي استأجر للسنة الدراسية 2010/2011 مبنى في حرم مزار سانت ريتا في نيو روضة، وتابع العمل في المدرسة بعد تغيير اسمها ومكانها، وأعفى نفسه من المسؤولية بعدما أصبح "صاحب" المدرسة... زوجته!
وقع الأهالي والتلامذة ضحية مشكلة ثلاثية الطرف:
- "تاجر" رأى في مستقبل التلامذة وسيلة ربحية.
- "سوء تواصل" ما بين الوزارة والسلطات المعنية في محافظة جبل لبنان، حيث أكد مصدر رفيع في التربية لـ "النهار" ان منيمنة أرسل كتابين الى المحافظ منذ مطلع السنة الدراسية "لقفل مدرسة سانت ريتا العجائبية، الا ان القوى الأمنية لم تتحرك قبل منتصف السنة، ولا نعلم السبب".
- قلة إدراك من الأهالي أنفسهم، اذ افترضوا وفق ما قال أحدهم لـ "النهار" ان اشكال العام الماضي "قد حُلّ، وعليه أصبحت المدرسة شرعية". وللتذكير فإن تلامذة المدرسة اياها (التي كانت معروفة في حينه باسم "سانت تيريز" وتقع في البوشرية)، واجهوا مشكلة مماثلة مع دورة 2010 لامتحانات الشهادة الرسمية، ووجدت الأزمة طريقها الى الحل الذي لم يعفِ المدرسة من القفل وسحب الرخصة.

أبواب مقفلة... وتلامذة يلعبون
في نيو روضة، يخيم السكون في محيط المبنى المعروف بـ"دير الأرمن". البوابتان الكبيرتان مقفلتان، ولا امكان لإلقاء نظرة على "حرم" المدرسة سوى من أسطح المباني المجاورة. تستفسر من سيدة هي والدة تلميذين قاطنين في الجوار عن إمكان سؤالها عما جرى، يأتي الجواب سريعاً عبر "التلفون الداخلي": "المدرسة أقفلت منذ الأول من حزيران. أكتر من هيك ما بعرف". أما ابنها الذي كان وشقيقه الأكبر منتسبين الى "سانت ريتا العجائبية"، فيلعب بالكرة ضاحكاً، غير آبهٍ بـ "قطع" عامه الدراسي في نهايته لكن قبل ان يختتم، وتركه "لا معلّق ولا مطلّق".
أما الأهالي الذين رفعوا شكواهم الى وزير التربية في نهاية الأسبوع الفائت، فتحدث أحدهم لـ"النهار" مفضلاً عدم كشف اسمه، نافياً شبهة التواطؤ مع المدير التي ووجهوا بها، "كيف نتواطأ معه ونحن ندفع له أقساطاً سنوية؟".

التدبير "الانساني"
أتى تدبير الأهالي برفع شكوى احتيال ضد المدير لدى مخفر الجديدة "أملاً في ان يلقى الموضوع تجاوباً قضائياً يكون في شكل طلب استرحام من الوزارة"، على ما أفاد "النهار" ذوو التلميذ. وبعد لقاء جديد امس جمع الاهالي الى منيمنة والمدير العام للتربية فادي يرق، أصدر وزير التربية بياناً أعلن فيه "السماح للتلامذة المنتسبين إلى المدرسة المذكورة (سانت ريتا العجائبية) في أي من الصفين التاسع الأساسي والثالث ثانوي للسنة الدراسية الحالية 2010 – 2011 والذين يثبت تسلسل دراستهم في الصفوف السابقة على نحو صحيح بالترشح للإمتحانات الرسمية لسنة 2011". أما التلامذة الذين استقبلتهم المدرسة المذكورة او اي مدرسة أخرى في الصفين التاسع الاساسي والثالث الثانوي "من دون تبرير أوضاعهم الدراسية السابقة، أي دونما صحة تسلسل دراستهم، فستتم دراسة رفع أسمائهم الى مجلس الوزراء لتبرير أوضاعهم والسماح لهم بالتقدم إلى الإمتحانات الرسمية في الدورة الإستثنائية، وذلك في ضوء تكامل المعطيات المتعلقة بكل منهم". وذكر بيان الوزير ان مدير مصلحة التعليم الخاص عماد الأشقر أبلغ الأهالي قرار الوزير "كمحاولة لإيجاد حل إنساني لقضيتهم يستند إلى قرار قانوني"، كما كلّفهم "اختيار لجنة من بينهم لإعداد لائحة تضم أسماء التلامذة غير المبررة أوضاعهم الدراسية، أي الإسم الثلاثي لكل تلميذ بحسب تذكرة الهوية، وتحديد الشهادة، والتخصص والفرع بالنسبة الى الثانوية العامة، ليصار بعدها إلى دراسة إمكان إعداد إقتراح قرار إستثنائي يرفع إلى مجلس الوزراء، يرمي إلى الموافقة على السماح لهؤلاء التلامذة بالترشح للدورة الإستثنائية لسنة 2011".(النهار 7 حزيران2011)