اختتاماً لفاعليات مشروع "التربية على التنوع والعيش المشترك" الذي أطلقته اللجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو ومؤسسة "أديان" منذ تشرين الأول 2010 واستمر العمل به لتاريخه، أقيم لقاء في قصر الأونيسكو ـ بيروت، بحضور وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال حسن منيمنة وممثلي عن الطوائف اللبنانية ومدراء المدارس والطلاب وفاعليات.
هدف المشروع الى ايجاد آلية تصقل الانسجام بين التلاميذ عبر وضع منهج تعليمي لا صفّي خاص والعمل معاً في إطار شبكة تعاون متنوعة الانتماء الطائفي والمناطقي، حيث شارك فيه 120 تلميذاً و24 معلماً من 12 ثانوية رسمية في محافظات لبنان الست. ونتج عن هذا النشاط تأسيس أندية في المدارس المشاركة، وصدر عنه تصوّر وضعه التلاميذ أنفسهم يلخص تشخيصهم للواقع التربوي في مقاربته لمسائل التربية الدينية.
السنيورة بعاصيري
بعد ترحيب من مسؤولة الإعلام والاتصال في اللجنة رمزا جابر سعد، اعتبرت الأمينة العامة للجنة سلوى السنيورة بعاصيري انه "لو كانت القيم الروحية تنير عقولنا والقلوب، ولو كانت المبادئ الإنسانية تضيء دروبنا والسلوك، ما كنا لنرى المصالح والأهواء تهدد أواصر المشترك القيمي والإنساني".
وأضافت: "ندرك ان الوحدة في التنوع التي نرمي اليها ليست بمطلب سهل المنال، بل تستوجب جهوداً معمقة لفهم التنوع ومظاهر الاختلاف الملازمة له".
وتحدثت عن الشباب "الذين أدركوا ان شتى الصراعات باسم الدين ليست من الدين بشيء، وأدركوا ان الانتماءات الدينية تتناغم حكماً عبر القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية".
طبارة
ولفتت مديرة قسم ألوان للتربية على التعددية والعيش المشترك في "أديان" نايلا طبارة الى "ان "أديان" تؤمن بمسؤولية كل فرد في إرساء الصلح والسلام والتفاهم وبدور الشباب كقوة فاعلة للبناء والتغيير".
وأشارت الى الشرعة التي أعدها الطلاب "التي تؤكد ان الجيل الجديد، إذا أعطي الفرصة للتعبير، يدهشنا بمدى وعيه وقدرته على تشخيص المشاكل وطرح الحلول".
الحلبي
ثم عرض فيلم وثائقي حول مراحل تنفيذ مشروع "التربية على التنوع والعيش المشترك".
ورأى نائب رئيس اللجنة عباس الحلبي ان الشرعة "سابقة فريدة تتمثل بخبرة وخميرة كانتا شبه غائبتين عنا في مراحل عملنا اذ لناحية المضمون تمت معالجة التوصيفات بالهدوء والاحترام"، لافتاً الى "ان منتديات الحوار تعودت ان تجمع مجموعات يغيب عنها عنصر الشباب".
الطلاب
وتشارك كل من الطلاب زينب سرحان وخلود الهندي ونغم غدار وفادي حاتم ونجوى ابراهيم وغندور حنون في تلاوة "الشرعة الموحدة" حيث تحدثوا عن الأهداف المشتركة، في نشر ثقافة الوعي الديني ومعالجة مشكلة الأفكار المسبقة والتعرف على الآخر وخلق مواطن صالح والعيش معاً ضمن إطار قيم أخلاقية وإنسانية ودينية ووطنية مشتركة".
وعددوا بعض المشاكل والنواقص التي تطبع الواقع التربوي بما يرتبط بالتعددية الدينية والعيش المشترك، كانتماء أغلبية المدارس الى طائفة أو حزب، وقصور المناهج التربوية عن مقاربة التعدد الديني ونقص في الندوات والمحاضرات.
وطرحوا خطوات عملية لسد الثغرات في البرامج التربوية منها: استحداث مادة التثقيف الديني واعتماد أنشطة لا صفية حول التنوع والعيش المشترك في المدارس وإقامة دورات تدريبية إلزامية للأساتذة في موضوع التنوع.
وأمل الطلاب في التوصل الى كتاب تثقيف ديني معتمد من قبل وزارة التربية وزيادة الوعي بالدين وتقبل الآخر وإنشاء شبكة الكترونية تربط بين التلاميذ في مختلف المناطق.
منيمنة
وتعليقاً على الشرعة، قال منيمنة: "الكلام الذي ورد كلام صحيح وواجب تنفيذه، لكن هل الكل مستعد للتطبيق، (وضع كتاب تربية دينية موحد لكل المدارس).
وأضاف: "منذ 68 سنة نسمع عن العيش المشترك والتنوع، لكن التطبيق العملي على الأرض في تراجع، لماذا؟".
وتوجه الى الشباب بالقول: "انتم الأمل. فنحن شعب نتحدث بعكس ما نفعل، فنرى ان أماكن السكن والجامعة والمدرسة هي طائفية ومذهبية بامتياز".
وتابع "ان البلد لا يبنى إلا بالعيش المشترك والتفاهم واحترام الآخر وقبوله، وانتم الشباب عليكم ان تؤمنوا بهذه القناعات بداخلكم. وإذا لم تكوّنوا هذه القناعات وتحركتم لفرضها، لا نخطو نحو الأمام".
ثم عرض ممثلو رؤساء الطوائف الروحية خبرتهم في موضوع العيش المشترك، كما جرى حوار أداره الحلبي بين التلاميذ والمرجعيات الدينية والتربوية حول الموضوع المطروح.
وفي الختام وزعت الشهادات على الأساتذة المنتسبين للبرنامج.(المستقبل 11 حزيران2011)