التحقيق في وفاة طفلة رفض مستشفى حلبا الحكومي استقبالها

أثار نبأ وفاة الطفلة خديجة الكك (من بلدة فنيدق) البالغة من العمر سنة وشهرين، جدلاً بين أهلها و»مستشفى حلبا الحكومي» أمس، ما استدعى فتح تحقيق بالحادث، كما تم استدعاء الطبيب الشرعي للكشف على الجثة وتحديد سبب الوفاة.
وكانت الطفلة الكك قد نقلت إلى المستشفى نتيجة تعرضها للاختناق بسبب ارتداد الطعام في المجاري التنفسية (شردوقة). وقد أثار نبأ وفاتها موجة غضب لدى عائلتها، التي حملت المسؤولية إلى «إدارة المستشفى، التي امتنعت عن إدخال الطفلة إلا بعد دفع مبلغ التأمين اللازم»، كما يقول والد الطفلة أحمد الكك، «وذلك بحجة عدم توفر خدمات وزارة الصحة لانتهاء السقف المالي المخصص للمستشفى، ما تسبب بتأخر إسعافها لمدة زادت عن الساعة والنصف»، لافتاً إلى «أنه وبعدما تم دفع المبلغ المطلوب واتخاذ المدير الطبي قراراً بإدخال الطفلة تبين عدم وجود أوكسيجين لانعاشها، الأمر الذي أجبرنا على نقلها على وجه السرعة إلى مستشفى رحال، حيث فارقت الحياة على الطريق». وأكد الكك أن «وفاة طفلته لن يمر من دون محاسبة، مطالباً بفتح تحقيق بالحادثة ومعاقبة المسؤولين».
من جهتها أوضحت إدارة «مستشفى عبد الله الراسي الحكومي» تفاصيل الحادث، حيث أكد عضو مجلس الإدارة، والمكلف بالأعمال الإدارية المهندس حسين المصري أن «الطفلة أدخلت غرفة الطوارئ حيث تم الكشف عليها. وطُلب من والدها القيام بالأوراق اللازمة لإدخالها، وعندما أبلغ من قبل الموظفة بعدم إمكانية إدخالها على حساب وزارة الصحة، قام الوالد بضرب الموظفة، فتدخل المدير الطبي الدكتور محمد خضرين، الذي طلب إدخالها فوراً وعلى نفقته الخاصة. وبالفعل أدخلت الطفلة وتم إعطائها الأدوية، لكن الوالد تدخل وقام بنقلها من دون إذن خروج ودون إبلاغ الطاقم الطبي». ويشير المصري إلى أن «السقف المالي المخصص للمستشفى من قبل وزارة الصحة قد انتهى، لكن المستشفى لم يسبق له أن رفض الحالات الطارئة مهما كانت الظروف المالية». ويؤكد المصري احتفاظه «بحق الادعاء على الوالد، الذي نقل الطفلة بدون إذن خروج وبشروط غير ملائمة»، لافتاً إلى أن «المستشفى لا يتحمل مسؤولية ما حصل معها على الطريق». وحمل رئيس «اتحاد بلديات جرد القيطع» ورئيس بلدية فنيدق عبد الاله زكريا «الدولة اللبنانية مسؤولية الإهمال اللاحق بمحافظة عكار، التي تضم مستشفى حكوميا وحيدا»، لافتاً إلى «أننا سئمنا من كثرة المطالبة بضرورة وجود مستشفى في منطقة جرد القيطع التي يزيد عدد سكانها على الألف نسمة، ما يعرض أبناءنا للوفاة على الطرق، وقبل أن يصلوا الى أبواب المستشفيات لأن أقرب مستشفى يبعد 40 كيلومترا عن بلدات جرد القيطع».
وأعلنت وزارة الصحة العامة، في بيان لها أمس، أنه «نتيجة للحادث الذي حصل نهار السبت في 25 حزيران الجاري، في مستشفى حلبا الحكومي، حيث تم إدخال الطفلة خديجة أحمد الكك البالغة من العمر سنة وشهرين إلى المستشفى بحالة صحية حرجة، مع ارتفاع في الحرارة وتقيؤ. وقدمت لها الإسعافات الطبية، ثم قام الأهل، بعد رفض المستشفى دخول الطفلة، بنقلها إلى مستشفى خاص في عكار، وما لبثت أن فارقت الحياة». أضاف البيان «وفور تبلغها الخبر، قامت الأجهزة الصحية في محافظة الشمال، بتوجيهات مباشرة من وزير الصحة علي حسن خليل، وبالتشاور مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، باتخاذ الإجراءات اللازمة، بحيث تم تكليف كل من رئيس «مصلحة الصحة في الشمال»، وطبيب قضاء عكار، ورئيس «مستشفى حلبا الحكومي»، بإجراء تحقيق وإعداد تقرير أولي عن ملابسات الحادثة. وتقرر بعد الإطلاع بإحالة الملف للتوسع عبر «التفتيش الصحي»، مع إحالة نتيجة التقرير بعد إنجازه إلى جانب النيابة العامة التمييزية، وسيتم متابعة حيثيات الموضوع لتبيان الأسباب التي أدت إلى وفاة الطفلة لاتخاذ الخطوات القانونية المناسبة». وحول مسألة «السقف المالي»، أوضح البيان أن «تعاميم وزارة الصحة العامة إلى كافة المستشفيات واضحة لجهة قبول كافة الحالات الطارئة، من دون أي اعتبار آخر. وأي مخالفة للتعليمات ستؤدي إلــى تحمل أصحاب العلاقة المسؤولية المباشرة عن أي تقصير"