يشدد الوزير حسان دياب على الاستمرارية في العمل التربوي، ويؤكد ضرورة استخلاص الايجابيات من المرحلة السابقة ومعالجة الثغرات والسلبيات في التجربة. فالعمل سيستمر في الخطة الاستراتيجية الخمسية التي وضعت في عهد الوزير السابق الدكتور حسان منيمنة، في محاورها العشرة وبعضها سيكون من الاولويات.
ولفت دياب الى أن الملفات ستكون حاضرة في اجتماعات مجلس الوزراء، "فقضية الجامعة اللبنانية التي تعاني وضعاً استثنائياً منذ نحو 6 أشهر، ستجري معالجتها بالتوافق مع أهل الجامعة. ونحن حددنا معايير أكاديمية لملء الشواغر في الجامعة. فتعيين رئيس للجامعة اللبنانية يتطلب، بغض النظر عن الاسماء والأشخاص معايير دقيقة، باعتبار ان الجامعة لها استقلاليتها".
رئيس الجامعة، وفق الوزير دياب، يجب ان يكون في الملاك ويتمتع برتبة أستاذ، اضافة الى الخبرة، والأهم في البحوث العلمية المميزة وسجلاً بحثيا، وادارياً.
واذا كان تعيين رئيس للجامعة من الاولويات، فإن تعيين العمداء الجدد سيسير بثبات، ويجب ان يكون هناك كلمة لرئيس الجامعة في الموضوع. وهناك اعادة احياء المجالس الاكاديمية للجامعة، اضافة الى مطالب الاساتذة المالية والاكاديمية، فكل الامور ستبحث وفقاً للقوانين. وسنعمل على مساعدة الللبنانية لاستعادة دورها، لأننا نعتبرها جامعة أولى في التعليم العالي.
في العملية التربوية، يشدد الوزير دياب على العمل الجماعي. يقول انه "سيتعاون مع الرابطات والنقابات لدفع عملية التعليم الى الأمام. فالمطالب ليست كلها مالية. هناك قضايا تربوية وتعليمية تطرحا الهيئات، وسنعمل على دراسة كل الامور ومتابعتها. وسنشرك الرابطات والنقابات في النقاشات والاقتراحات، على رغم ان القرار يعود في النهاية الى مجلس الوزراء، لكني سأعمل وفق قناعاتي ومتابعة الملفات بما فيها ما يتعلق بمشاريع القوانين المحالة الى مجلس النواب.
الإنجازات العلمية
سيحاول الوزير الدكتور حسان دياب الافادة من تجربته الاكاديمية في الجامعة الاميركية في بيروت، وللعلم انه حين بدأ العمل في الجامعة ا العام 1985 كأستاذ مساعد في كلية الهندسة والعمارة كان في السادسة والعشرين. وأسس برنامج الكومبيوتر وهندسة المواصلات المستحدث 1986 والذي أثبت حتى اليوم أنه برنامج ناجح في الجامعة الأميركية في بيروت والذي عمل العديد من الجامعات في المنطقة على استنساخه.
في العام 1986 عيّن دياب رئيس أكبر قسم في الجامعة الأميركية، دائرة هندسة الكهرباء وهندسة الكومبيوتر.
في حقل التخصص، عيّن دياب العام 2006 نائبا لرئيس الجامعة الأميركية في بيروت للبرامج الخارجية الإقليمية الخاصة. وصار في عمر 47 أصغر عضو لمجلس العمداء. وخلال السنوات الخمس الأولى لتعيينه تخطت النتائج المحققة تلك التي سجلت في العقد السابق وذلك بالإعتماد على 40 مؤشراً لمفتاح أداء تضمنت مؤشرات مالية وغير مالية.
وبين العامين 1986 و2004 كان دياب عضواً في 76 لجنة داخل الجامعة الأميركية وخارجها، بما في ذلك فريق المهمات الخاصة – 1 (المهمة، الأهداف، والأغراض) لفريق التحقق (2002-2003) الخاص بالجامعة بالتحقق المؤسساتي من الشروط بواسطة لجنة التعليم العالي لجمعية ولايات المنطقة الوسطى للجامعات والكليات، كما عمل أيضاً رئيسا مشاركا بين العامين 2008 و2009 للجنة المجموعة العاملة لإعادة التحقق من الشروط (تربية عامة ونشاطات تربوية ذات صلة). ولاحقاً، تسلمت الجامعة الأميركية موافقة مؤسساتية على الشروط المطلوبة لمدة عشر سنوات من جمعية الولايات الوسطى للجامعات والكليات الأميركية.
تقديرات
نال الوزير دياب بين العامين 1979 و2008 ما مجموعه 16 جائزة بحث دولية ومنحة تعليم، بما في ذلك جوائز معتمدة من مؤسسات مهنية عالمية، كما حاز أكثر من تميز وتنويه أكاديمي. وتضمن هذا جائزتي بحوث دولية، ثلاث منح بحوث دولية، مركزي زميل (IEE, IEAUST)، مركز لعضوية عليا الأهم (IEE)، جائزتين على المستوى الإقليمي والوطني، جائزة بحوث من الجامعة الأميركية في بيروت، وشهادات تميز أكاديمي خلال دراسة البكالوريوس والماجستير في العلوم.
وفي الانجازات الأكاديمية وصل الوزير دياب العام 1993 وفي عمر الرابعة والثلاثين إلى مركز العضو الأعلى في جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيك في الولايات المتحدة والتي تعتبر نقابة الهندسة الكهربائية الأكبر في العالم. ومن بين ما يزيد على ثلاثمئة وعشرين ألف عنصر في تلك النقابة ثمانية في المئة فقط حملوا هذه الدرجة العام 1993، وكذلك أصبح العام 2002، زميلاً في جمعية مهندسي الكهرباء في المملكة المتحدة والتي تعتبر ثاني أكبر نقابة هندسة كهربائية في العالم. وفقط 6,6 في المئة من الأعضاء حملوا هذه الدرجة مع توزع معدل عمري في العام 2000 هو 66 سنة للزميل و55 للعضو. وأصبح دياب عضوا زميلا لجمعية المهندسين في أوستراليا مع وجود 6,6 في المئة فقط من المجموع الكلي لمهندسي أوستراليا يحملون هذه الدرجة. ومنذ العام 1988 سجل كمهندس معتمد في مجلس المهندسين بالمملكة المتحدة، وكمهندس محترف معتمد منذ 1991 في سجل المهندسين في أوستراليا.
وعلى صعيد البحوث، لديه 125 عملاً منشوراً، بما في ذلك أربعة فصول في كتب علمية، ومقالات في مجلات، ومؤتمرات علمية. اهتماماته البحثية تتضمن متواليات حلول موازية وموزعة، فضلاً عن أجهزة وتطبيقات الزمن الحقيقي، والاحتساب المتغاير الخواص، الاحتساب المعاد ترتيبه، والاحتساب العلمي. أنجز فوق 30 مشروع بحث دعمت بمنح محلية وعالمية. ونشر نحو 40 ورقة بحث في بعض أهم المجلات المراجع في حقل يحمله منها: معاملات جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيك الأميركية على الكومبيوتر، معاملات جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيك على الأجهزة، الإنسان والسيبرنطيقا، معاملات جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيك على العلوم النووية.
يعتز الوزير دياب انه بدا دراسته في مدرسة برمانا العالية. وفي تموز 1976 ترك تلك الثانوية بعد إتمامه الصف العاشر. وقد تمكن من إتمام السنوات الثلاث المؤهلة للدخول إلى الجامعة في سنة واحدة.
في حزيران العام 1985 أتم دياب الدكتوراه في مجال الهندسات التصنيفية الموازية في جامعة باث البريطانية، وطلب منه عدم نشر نتائج بحثه قبل انقضاء خمس سنوات لأن عمله سوّق تحت نظام كومبيوتر مبتكر جديد يسمى "داركستار". ونشر بعد 7 سنوات في العام 1992.(النهار11تموز2011)