مستشفى حاصبيا: خربوه ثم نفضوا يدهم

«هناك 300 مليون ليرة في مصرف لبنان باسم مستشفى حاصبيا الحكومي، لكن لم يصل منها شيء إلى المستشفى لسداد رواتب الموظفين بسبب المناكفات بين السياسيين». هكذا هي الحال في مستشفى حاصبيا منذ أشهر عديدة، إلا أن المشكلة تطوّرت بطريقة دراماتيكية في الشهرين الأخيرين، بعدما «نفض» الزعماء السياسيون يدهم عنها، رغم أنهم كانوا المحرّك الرئيسي لها خلال السنوات الماضية. في الواقع، إن الموظفين لم يتمكنوا حتى اليوم من الحصول على موعد من وزير الصحة علي حسن خليل من أجل عرض قضيتهم، وفق ما أبلغ بعضهم «الأخبار». قبل ذلك لم تكن حالهم أفضل مع الوزير محمد خليفة الذي كان يعلم تماماً ما هو سرّ اللعبة التي تدار في المستشفى الحكومي؛ تختصر الخريطة الحالية برئيس مجلس الإدارة كمال النابلسي المحسوب على الحزب القومي السوري الاجتماعي، والمدير العام للمستشفى حسام خير الدين المحسوب على النائب طلال ارسلان، وعضو مجلس الإدارة عادل الخميسي المحسوب على النائب وليد جنبلاط، وعضو المجلس لبيب أبو دهن المحسوب على النائب أنور الخليل. في السابق، اندلع الخلاف بين هؤلاء وبدأ ينعكس على سير المستشفى، وعلى رواتب الموظفين وفواتير الموردين... استمرّت مفاعيل الخلاف حتى اللحظة فباتت الرواتب المتأخرة تصل إلى 10 أشهر، فيما استقال الخميسي وأبو دهن، ولم يعد هناك من يوقع جداول الصرف ليحصل الموظفون على الـ300 مليون ليرة الموجودة لدى مصرف لبنان منذ نحو شهرين. بالإضافة إلى ذلك، توقف المستشفى عن استقبال المرضى، فضلاً عن أنه شبه فارغ من المستلزمات الصحية، وهو أمر ينعكس سلباً على وجوده في منطقة حاصبيا حيث يقع أقرب مستشفى للمنطقة على بعد 30 كيلومتراً بالحدّ الأدنى، أي مستشفى مرجعيون الحكومي.
موظفو مستشفى حاصبيا طالبوا جنبلاط بالتدخل لمعالجة الأزمة لكنه «لم يصغ إلينا»، أما الوزير أسعد حردان فأبلغهم أن استقالة النابلسي لن تكون قبل تأليف الحكومة، وهي لم تحصل بعد وإن حصلت فهي لا تحل الأزمة. ويربط ارسلان استقالة خير الدين باستقالة النابلسي! كما أن الخليل رفض دعم المستشفى على عكس ما فعل مع مستشفى عين وزين الذي حصل على تبرّع منه بقيمة 1.5 مليون دولار. لهذه الأسباب والأوضاع، وجّه الموظفون نداءً للوزير علي حسن خليل، يطالبونه بإعادة تشغيل المستشفى المتوقف عن العمل منذ 3.5 أشهر، وإيجاد معالجة نهائية لهذا الوضع الشاذ الذي يحرم المنطقة من صرح طبي هي بحاجة له ويوقف المأساة التي يعيشها الموظفون.(الأخبار 15تموز2011)