طرحت المديرية العامة للتعليم المهني والتقني مشروع مرسوم لتنظيم حقول ومراحل وشهادات هذا القطاع بهدف تطويره، الأمر الذي الذي أدى إلى نشوء خلاف بينها وبين أصحاب المعاهد الخاصة، خصوصاً على المادة السادسة من المشروع والتي تقول إن "الانتساب إلى السنة الأولى من شهادة البكالوريا الفنية يتطلب من التلميذ أن يكون حائزاً شهادة التكميلية المهنية أو ما يعادلها في الاختصاص المناسب أو الشهادة المتوسطة أو ما يعادلها...أو إفادة ترشيح لامتحانات البريفيه الرسمية، شرط أن لا يرفّع الطالب إلى السنة الثالثة من شهادة البكالوريا الفنية ما لم يكن حائزاً شهادة البريفيه أو التكميلية المهنية".
وتواجه هذه المادة رفضاً شديداً من أصحاب المعاهد والنقابات العاملين فيها، حيث يقول نقيب المدارس المهنية ريمون أبي كنعان، إنّه ليس من العدل حصر اختصاصات المهني، التي تتعدى 132 اختصاصاً في شهادة البكالوريا الفنية بالناجحين في البروفيه الرسمية، فالمعادلة لا يمكن أن تبنى على أساس أن الراسب ليس قادراً على النجاح في شهادة البكالوريا المهنية. فيما يؤكد رئيس رابطة المعاهد الفنية العالية عبد مكداشي أن إبقاء هذه المادة من شأنه إلغاء قطاع التعليم المهني، وخصوصاً إذا ما أخذ بالحسبان أن معظم الطلاب الناجحين بشهادة البروفيه لا يتخذون خيار الاتجاه نحو المهني.
من جهته، يقول المدير العام للتعليم المهني والتقني أحمد دياب، ان المديرية تسعى من خلال المرسوم إلى تغيير المفهوم السائد في المجتمع، ومفاده أن التعليم المهني مأوى للراسبين، مشيراً إلى ان الإحصاءات الأخيرة تشير إلى أن نسبة 67% من المنتسبين إلى المراحل الأولى من التعليم المهني، هم من الراسبين في الشهادة المتوسطة، ما يعني أن ثلثي تلك المراحل يقومان على الراسبين، مقابل ثلث فقط يملأه الناجحون.
أما فيما يتعلق بالمادة السادسة من المشروع، فيفيد دياب انه لا مجال لإلغاء المادة كلياً، لكن يمكن التفاوض حولها، مشيراً إلى بعض الحلول المقترحة، ومنها أن التلميذ الراسب بإمكانه الالتحاق بالسنة الأولى من شهادة البكالوريا الفنية، على أن يخضع في آخر العام لامتحانين: أولهما مدرسي بكامل المواد ليقرّر نجاحه أو رسوبه في هذه السنة، وثانيهما مركزي، بحيث يختار من مواد سنته الدراسية 4 أو 5 مواد اختصاص. ووفقاً لهذا الخيار، يتم إجراء الامتحان، فإن نجح الطالب ينتقل إلى السنة الثالثة، وإن رسب فأمامه خياران، إما الإعادة أو الالتحاق بالمشاغل الفنية وفق نظام التعليم المزدوج.(الأخبار 23أيلول2011)