ليس جديداً على "جمعية الشبيبة للمكفوفين" أن تعمل على تبنّي خطة استراتيجية لعملها في مجال حقوق المعوقين بصرياً وقضاياهم. فلهذه الجمعية الباع الطويل في رصد الخطط والمشاريع والقوانين وتحديد ما اذا كانت تحقق اندماج المكفوفين في المجتمع في المجالات كافة.
في المؤتمر العام الثاني للمعوقين بصرياً في لبنان والذي انعقد اخيرا في الجامعة الاميركية في بيروت، تم تقويم واعادة النظر بما توصلت اليه نتائج المؤتمر الأول العام الفائت من انجازات وتحديّات. وترجمت الأفكار والاقتراحات الجديدة بالتخطيط الاستراتيجي في خطة للسنوات المقبلة. ونظمت الجمعية مؤتمرها الثاني بدعم من "مركز الالتزام المدني وخدمة المجتمع" في قاعة West-Hall في حرم الجامعة الأميركية. وشارك في جلسات المؤتمر ما يقارب 50 شخصاً من المكفوفين والمبصرين التزموا الخطة الاستراتيجية وتبنوا تنفيذها للسنوات المقبلة.
يقول رئيس "جمعية الشبيبة للمكفوفين" عامر مكارم: "وُلدت فكرة انعقاد مؤتمر عام لكوادر من المعوقين بصرياً لطرح الاستراتيجية والوقوف عند ملاحظاتهم واقتراحاتهم الجديدة بغية الوصول الى تبنّيها والعمل على تفعيل أهدافها في شكل ملتزم"، مضيفاً، أن هدف المؤتمر كان تشكيل قاعدة من المكفوفين الذين يتكلمون لغة مشتركة حول قضايا الاعاقة في شكل عام وقضايا المكفوفين في شكل خاص.
وتمكنت الجمعية من تحقيق هذا الهدف، "من خلال ثقة المشاركين بهذه الوثيقة، أكان ذلك على صعيد أعضاء من الجمعية أم على مستوى أفراد غير منتسبين الى أي جمعية".
وتوزّعت أعمال المؤتمر على ثلاث جلسات وتضمنت كل جلسة أربع مجموعات من المشاركين تخللتها ورش عمل ناقشت فيها كل مجموعة هدف محدد من الوثيقة ووضعت أفكارها وخطط عملية واقتراحات لتحقيقها. وتتضمن الاستراتيجية سبعة أهداف عامة بعيدة الأمد، عرضها مكارم على النحو الآتي: "تشريع الحقوق والسياسات التي تكفل الوصول الى مجتمع دامج للمعوقين بصرياً وتنفيذها والوصول الى نظام تربوي يحقق الدمج في كل المراحل الدراسية، فضلاً عن حقهم في الوصول الى بيئة اجتماعية دامجة في الأسرة والمجتمع المحلي. اضافة الى حصولهم على المعلومات من مصادرها المختلفة، لا سيّما انخراطهم في سوق عمل دامج والى حياة ثقافية ونشاطات رياضية وترفيهية".
صحيح انها أهداف عامة وبعيدة الأمد، يفيد، لكنها في الوقت عينه تتفرّع منها آليات عمل ضمن نشاطات اساسية لتحقيق الأهداف ووفق ما تحددها لها أيضاً استراتيجية العمل الميداني.
ويجد مكارم المؤتمر في أنه شكّل انطلاقة للسنوات المقبلة بينما المؤتمر الأول كان بمثابة اختتام للأعوام الماضية، وسيبدأ العمل في أيلول المقبل على تشكيل فرق عمل وتالياً تفعيل دورها وفق مهمات محددة ضمن مجال محدد. "تبنّى الاستراتيجية مجموعة لا بأس بها من المكفوفين الى جانب عدد لا يستهان به من المبصرين"، على ما يؤكد مكارم، "التزموا المشاركة بالتنفيذ، ما يفسّر أن المكفوفين لا يزالون يثبتون وجودهم ويستمرون بالمطالبة لنيل حقوقهم البديهية".
وفق أي معايير وآلية عمل سيتم تنفيذ هذه الاستراتيجية؟
"جمعية الشبيبة للمكفوفين" هي التي تنظم العمل وتقوده، يجيب. أما الآلية الأكثر فاعلية، "فترتكز على مجموعات العمل". ويفرّق مكارم ما بين دور عمل اللجنة الدائم ومجموعة العمل التي تتولى مهمات معيّنة، عليها تنفيذها لتنتقل بعدها الى مجموعة أخرى وتولي موضوع آخر.(النهار 8 آب2011)