«بيت أطفال الصمود»: ملاذ لكل فلسطينيّ فقد والديه.. أو أحدهما

فضّلت «المؤسسة الوطنية للرعاية الاجتماعية والتأهيل المهني - بيت أطفال الصمود»، وانطلاقاً من سياستها الهادفة إلى «جمع شمل العائلة»، إرسال حصص من المؤنة الى ربات المنازل في المخيمات الفلسطينية، كي يحضّرن لأطفالهن ما شئن من أطباق، بدلاً من دعوة هؤلاء الأطفال إلى خارج المخيمات وتوزيع وجبات الطعام عليهم.

واليوم، تكمل المؤسسة عامها الخامس والثلاثين، كمؤسسة إنسانية تهتم برعاية الأطفال الفلسطينيين الذين فقدوا الوالدين أو أحدهما. وتسعى المؤسسة إلى رفع مستوى الأسرة اقتصادياً ومهنياً، عبر تنظيم برامج خاصة بالشباب والنساء، كما تهدف إلى تحرير الثقافة والتراث الفلسطينيين، وحفظهما للأجيال المقبلة.

ومن مشاريع الخدمات الاجتماعية التي أطلقتها المؤسسة، تذكر عناوين: «مشروع إسعاد الأسرة»، و«الخدمات التربوية»، و«الخدمات الصحية» التي تتضمن عيادات أسنان، و«مراكز الإرشاد الأسري»، و«الصحة النفسية والعصبية»، و«التدريب والتأهيل المهني»، بالإضافة إلى مشاريع نسوية تؤمن فرص عمل للنساء في المخيم.

وخلال العام الجاري، وفّرت المؤسسة خدمات على مختلف الأصعدة، إذ قامت بتكفّل ألف وأربعمئة طفل، ورعاية ستمئة طفل في سبع رياض أطفال. كما عملت على تأمين العلاج لستة آلاف وثمانمئة وخمسة وثمانين طفلاً كانوا قد خضعوا للفحص والعلاج في ست عيادات أسنان. واستفاد ألف وخمسمئة وواحد وعشرون طفلاً من خدمات خمسة مراكز إرشاد أسري للصحة النفسية، وسبعمئة وخمسة وثمانين طفلاً من برنامج التدريب المهني. وسعت المؤسسة الى دمج خمسئمة طفل في برنامج دروس التقوية، وتأمين فرص عمل لمئة وخمس سيدات في مشروع التطريز، وتأمين تسعين تلميذاً في ستة صفوف للمتسربين من المدارس، وضمّ تسعمئة وثلاثة وسبعين طفلاً في ست وأربعين فرقة كشفية، بالإضافة الى إدخال مئة وستين طفلاً في عشر فرق رياضية، وإشراك مئة واثنين وستين طفلاً في إحدى عشرة فرقة دبكة، وإشراك مئتين وثلاثة وخمسين طفلاً في ثلاث وعشرين فرقة موسيقى وغناء، وإشراك مئتين وخمسة وستين طفلاً في عشرين مجموعة مسرح، وإشراك واحد وعشرين ألفاً وتسعمئة وسبعة وتسعين طفلاً في النشاطات الصيفية والمخيمات.

هوية المؤسسة

كانت ظروف الحرب الأهلية في لبنان، وما نتج عنها من مجازر وتهجير للسكان، هي الحافز الأساسي لإنشاء المؤسسة. ففي العام 1976، تكرر حصار مخيمي تل الزعتر وجسر الباشا، وتم الحصار الأخير لمخيم تل الزعتر الذي دام لأكثر من شهرين، بالإضافة الى وقوع المجزرة الرهيبة بحق المدنيين التي قتلت ما يقارب الأربعة آلاف شهيد.

في تلك الأجواء، تشكّل فريق عمل من الأمانة العامة لـ«الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية»، ومن مجموعة من الاختصاصيين اللبنانيين والفلسطينيين في الحقلين التربوي والاجتماعي، هدفه إيجاد حل لمشكلة الأطفال فاقدي الوالدين من المخيمين المذكورين. فتقرر استقبال الأطفال في مبنى خاص أعدّ لهم في منطقة بئر حسن، بالقرب من مخيم شاتيلا.

وهكذا، بات يعتبر 12 آب، وهو اليوم الذي اضطر فيه سكان مخيم تل الزعتر إلى مغادرة المخيم، يوم تأسيس «بيت أطفال الصمود».

يمكن دعم المؤسسة عبر المساهمة المادية في مصرف «فيرست ناشونال بنك» - الحمراء، و«فرنسبنك» - مار الياس.. أو الإتصال على رقم المؤسسة(السفير25آب2011)