قد يكون مستشفى النبطية الحكومي من أهم المستشفيات الحكومية في لبنان بعد مستشفى رفيق الحريري الجامعي، نظراً للمروحة الواسعة من الخدمات الصحية التي يقدمها للمواطنين، في مختلف الاختصاصات، فضلاً عن بنائه الحديث وتجهيزاته المتطورة التي تحتويها أقسامه المختلفة، إضافة الى اكتفائه المادي والإداري والوظيفي.
تأسس مستشفى النبطية الحكومي عام 1996 بتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والعربية، وجرى افتتاحه عام 1998 برعاية رئيس مجلس النواب نبيه برّي وحضور وزير الصحة العامة آنذاك سليمان فرنجية، وهو يتألف من ثلاث طبقات، وتم بناؤه على قطعة أرض من حرج تلة العسكر في النبطية وتبلغ مساحته الإجمالية حوالى 20 دونماً، وتتوزع أقسامه الطبية على الشكل التالي:
الطب الداخلي باختصاصاته كافة، الجراحة باختصاصاتها كافة، التوليد والجراحة النسائية، الأطفال، العناية الفائقة القلبية CCU، العناية المركزية ICU، العناية بالأطفال الحديثي الولادة، العمليات، الطوارئ، غسل الكلى، التنظير، العلاج الفيزيائي، العيادات الخارجية، المختبرات وبنك الدم، الأشعة والرنين المغناطيسي MRI، التصوير الطبقي بواسطة البوزيترون PET – CT، الصيدلية والتغذية.
أما الأقسام التي تم بناؤها وتجهيزها حديثاً فهي: قسم العيون، وحدة تخطيط الدماغ، مركز الحروق، إضافة إلى مركز الأمراض السرطانية الذي يتألف من أربع طبقات بمساحة 700 متر مربع لكل طبقة، وهو يحتوي الأقسام التالية: الأورام عند الأطفال، الإقامة المديدة والعلاج، اليوم الواحد للعلاج الكيميائي، العلاج بالأشعة Radiotherapy الذي لم يجهز بالمعدات اللازمة حتى الآن.
100 سرير
يحتوي المستشفى على مئة سرير، ويبلغ عدد المستخدمين فيه على اختلاف وظائفهم 230 موظفاً، فيما عدد الأطباء المتفرغين 12 طبيباً و81 طبيباً بدوام كامل و75 طبيباً بدوام جزئي، وهو متعاقد مع 80 مؤسسة ضامنة رسمية وخاصة وشركات تأمين، إضافة إلى وزارة الصحة العامة، الضمان الاجتماعي، قوى الأمن الداخلي، الجيش اللبناني وتعاونية موظفي الدولة.
جرى تجهيز مستشفى النبطية الحكومي بأحدث التجهيزات المتطورة من بينها التصوير المغناطيسي PT-SCAN، التصوير الطبقي بواسطة البوزيترون، وهو الجهاز الوحيد في المستشفيات الحكومية والثاني في لبنان، ومخصص لكشف الأورام وانتشارها، كذلك أحدث تجهيزات التخدير والإنعاش والعناية الفائقة والعناية بالمولودين الجدد.
يستقبل المستشفى ما معدله حوالى 11 ألف مريض داخلي سنوياً وما يزيد عن 71 ألف حالة خارجية موزعة على الأقسام الخارجية من الطوارئ والعيادات والمختبر والأشعة والعلاج الفيزيائي وغيرها، أما العدد الإجمالي الذي أدخل إلى المستشفى منذ افتتاحها فيفوق الـ 120 ألف مريض.
ويرى المدير العام ورئيس مجلس إدارة مستشفى النبطية الحكومي الدكتور حسن وزني أنه على الرغم من كون المستشفى حكوميا، وخضوعه لنظام المؤسسات العامة لجهة الاستقلالية الإدارية والمالية، إلا أن عنوانه واسمه يحمله أعباء رعاية المرضى المعوزين وأصحاب الاحتياجات الخاصة، كذلك يتحمل المستشفى حسماً معيناً للكثيرين من المرضى الذين لا يتمكنون من تأمين تكاليف العلاج كافة، لافتاً إلى أن المستشفى استطاع خلال ثلاثة عشر عاماً من بدء العمل بها من المحافظة على توازنه المالي وتطوير نفسه وزيادة الكثير من النواقص والمستلزمات في الأقسام وإعادة تأهيل الأقسام والغرف بعد مرور كل هذا الوقت على استعمالها.
يحتاج المستشفى بحسب وزني لتجهيز قسم أمراض وجراحة القلب والقثطرة كذلك 21 غرفة في القسم المذكور لزوم العناية لما بعد الجراحة القلبية، وما قبل الجراحة، وتجهيز قسم المعالجة بالأشعة السينية Radiotherapy ليصبح المستشفى متكاملا لجهة احتوائه على الأقسام المطلوبة كافة.
مشكلة السقف المالي
أما المشاكل التي تعترض عمل المستشفى فيرى وزني أنها روتينية وتتلخص بالطلب المتزايد عليها وعدم وجود الأسرة الشاغرة، وهذا الأمر قد يجد حلاً له من خلال افتتاح الأقسام الجديدة، كذلك موضوع السقف المالي المخصص للمستشفيات الحكومية، لأن المريض عند لجوئه إلى المستشفى الحكومي يعلم مسبقاً أن دخوله سيكون على نفقة وزارة الصحة، والمطلوب وجود شبكة أمان صحي والتنسيق بين المستشفيات الحكومية كافة وبعض المستشفيات الخاصة لتأمين الاحتياجات كافة، معرباً عن كامل ثقته بوزير الصحة الحالي علي حسن خليل لرعايته الشأن الصحي والاجتماعي في الحكومة الحالية.
مستشفى جامعي
وكشف وزني أنه بعد افتتاح أقسام الأورام والدم والحروق الجديدة في المستشفى سيتم التعاقد مع إحدى الجامعات ليصبح مستشفى النبطية الحكومي مستشفى جامعيا، وبذلك يتم استكماله من الناحيتين العلمية والأكاديمية، مشيراً إلى توقيع المستشفى اتفاقيات مع وزارة البيئة وأحد المستشفيات الخاصة في الجنوب وUNDP لإدارة النفايات الطبية وتطابقها مع المعايير البيئية المطلوبة، كما أعلن عن إنشاء مركز لإصدار بطاقات الاستشفاء داخل المستشفى، ما أدى إلى تسهيل أمور المرضى وسرعة إنجاز معاملاتهم.
وخضع المستشفى وفق رئيس الدائرة الطبية فيها الدكتور علي طفيلي لعملية تصنيف في نظام الاعتماد مع شركة OPCV على مرحلتين، الأولى صنفتها على انه المستشفى الثاني على مستوى الجنوب، والثانية ميزت المستشفى بنتيجته الناجحة في المراتب الأولى بين المستشفيات الحكومية والخاصة قبل العام 2009 الذي شهد زيارة من فريق العمل الفرنسي HAS تحت بند عمل تصنيف المستشفيات الحكومية ضمن نظام التصنيف الجديد، كما تمت إعادة تصنيف واعتماد المستشفى من قبل شركة GAT’S المتخصصة في نظام الاعتماد.
ويوضح طفيلي أن المستشفى يعامل جميع المرضى نفس المعاملة ومن دون أي تمييز سياسي أو اجتماعي أو مناطقي، ومن أولى اهتماماتها مساعدة الفقراء والمحتاجين من المرضى والتخفيف عنهم، مقارنة مع أمثالهم من القادرين.
يعتبر قسم الطوارئ في المستشفى الأكثر عملاً وإقبالاً من حيث عدد المرضى والحالات والحوادث ربما في لبنان، بحسب رئيسه الدكتور حسن زبيب، مشيراً إلى الإحصاءات الواردة في التقارير السنوية الدورية بهذا الشأن، وتمنى على المواطنين الصبر قليلاً والتعاون خصوصاً في هذا القسم، نظراً لكثافة الحالات الطارئة المحولة إلى المستشفى.
ولا يقل قسم غسل الكلى في المستشفى أهمية عن قسم الطوارئ، وهو القسم الحيوي والأساسي والمميز على صعيد المنطقة، وفي مناسبة عدوان تموز 2006 لعب القسم المذكور دوراً محورياً في استقبال المرضى وإبقائهم في المستشفى إبان الحرب وقد بلغ عددهم حوالى 70 مريضاً.