عشرات حالات التسمم في راشيا والبقاع الغربي نتيجة لحوم فاسدة

نقل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، إلى "مستشفى راشيا الحكومي"، و"مستشفى الدكتور حامد فرحات" في جب جنين، و"مستشفى بحمد والفقيه" في ضهر الأحمر، أكثر من خمسين حالة مرضية من بينهم أطفال ونساء، يعانون من عوارض وآلام حادة ناجمة عن تسمم غذائي، يعتقد أن مصدره لحوم فاسدة. وقد تم إخضاع المصابين لفحوصات مكثفة على يد أطباء اختصاصيين، فتمت معالجة بعضهم في أقسام الطوارئ، وأعيدوا إلى منازلهم، نظراً لاستقرار حالتهم الصحية، فيما يخضع حوالى 15 مصابا منهم للمراقبة. والمصابون من بلدات كوكبا، وضهر الأحمر، والمحيدثة، وحاصبيا، وعيحا، كفردينس، وبكيفا. وأكد رئيس اللجنة المكلفة إدارة "مستشفى راشيا الحكومي" الدكتور علي التقي أن "مستشفى راشيا استقبل خلال الساعات القليلة الماضية عشرات الحالات المرضية، حيث تبين أن تلك الحالات مصابة بالتسمم الغذائي، وذلك نتيجة تناولهم لحوما فاسدة، ابتاعوها من إحدى الملاحم في المنطقة"، لافتاً إلى أن "الأطباء الاختصاصيين تمكنوا من معالجة نحو ثلاثين حالة في قسم الطوارئ، بحيث أعيدوا الى منازلهم بعدما مالت أحوالهم إلى التحسن والاستقرار، في حين استبقى الأطباء أكثر من 20 حالة، بغية إخضاعها للعلاجات المكثفة، ومراقبة أوضاعها عن كثب"، مشيراً إلى أن حالة واحدة من بين المصابين، ما زالت تخضع للمراقبة في غرفة العناية المركزة. وأكد التقي أن "كل الفحوصات أجريت للمصابين، وتم إرسال عينات من الدم والبراز للمصابين إلى المختبر المركزي لإجراء التحاليل المخبرية اللازمة، وتحديد البكتيريا المسببة للتسمم". كما لفت إلى أنه "تم أخذ عينات من اللحوم المشكوك بصلاحيتها من الملحمة التي حددها المصابون من أجل فحصها مخبريا، خصوصا أن جميع المصابين كانوا قد أشاروا إلى تناولهم اللحوم من الملحمة نفسها، إما نيئة أو مطهوة قبل أربع وعشرين ساعة من دخولهم إلى المستشفى"، مؤكداً على أن "نتائج الفحوصات المخبرية ستحدد نوعية التسمم والبكتيريا المسببة له". كما أكد الدكتور المعالج حسام أبو دهن (اختصاصي في الجهاز الهضمي) على أن "الحالات المرضية التي استقبلتها مستشفيات المنطقة، وخصوصا مستشفى راشيا الحكومي، كلها ناتجة من تسمم غذائي، ناجم عن تناولهم لحوما فاسدة وفقاً لما أكده المصابون"، لافتاً إلى أن الحالات تعاني من عوارض مماثلة من بنيها الآلام الحادة في البطن، التقيؤ، والاستفراغ المتكرر، والإسهالات الحادة، والارتفاع الحاد بدرجات الحرارة (39 درجة مئوية)". ولفت أبو دهن إلى أن "العديد من الحالات تمت معالجتها في قسم الطوارئ، وأعيدت إلى منازلها، نظراً لاستقرار أحوالها، في حين يتلقى الآخرون العلاج الضروري واللازم من أجل أن يستعيدوا صحتهم وسلامتهم". وأكد أن "الفحوصات المخبرية للعينات التي أخذت من دم المصابين وبرازهم ستحدد البكتيريا المسببة للتسمم". ولفت أبو دهن إلى ان العلاجات تتم عن طريق إعطاء الأمصال والأدوية المضادة للالتهابات، والأدوية الأخرى المخففة للآلام، ومخفضات الحرارة. وتتم مراقبة الحالات الصعبة ريثما تستقر أوضاعها. المصاب ياسر مغامس، أكد أنه اشترى لحوما من إحدى الملاحم في المنطقة، وتناولها مع أفراد عائلته نيئة ومطهوة على الغداء، لكنه بدأ عند منتصف الليل يشعر، هو وجميع من تناول طعام الغداء من عائلته بدوار ودوخة، مصحوبة بحرارة مرتفعة وآلام حادة بالبطن، وبحالات تقيؤ، فحاول قيادة السيارة بنفسه للانتقال إلى المستشفى، إلا انه لم يفلح، فتولى أحد أقربائه مساعدته، لافتا إلى أن المستشفى استنفر جهازه الطبي وجميع الأطباء الاختصاصيين، "الذين عملوا على إخضاعنا للفحوصات، وأعطونا العلاجات اللازمة"، مشيراً إلى أن حالته وحالة أفراد عائلته بدأت تميل نحو الاستقرار والتحسن. وقال: "فوجئت في قسم الطوارئ في المستشفى بحالات تسمم عديدة من قرى وبلدات أخرى، وكلهم أكدوا تناولهم اللحوم"، ما يعني كما أوضح، أن "التسمم ناجم عن لحوم فاسدة، وليس من أطعمة أخرى".