تجمع عدد من الأهالي قبل ظهر أمس في مكتب وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب، للمطالبة بقبول تسجيل أولادهم «الراسبين» في الامتحانات الرسمية في المدرسة الرسمية، احتجاجا على تمنع عدد من مديري مدارس بيروت قبول تسجيلهم.
وترافق تجمع الأهالي مع ترأس دياب اجتماعاً تربوياً إدارياً موسعاً للبحث في آخر التحضيرات لبدء العام الدراسي بحضور المدير العام للتربية فادي يرق، مدير التعليم الثانوي محي الدين كشلي، ومدير التعليم الإبتدائي جورج داود، مدير الإدارية المشتركة خليل أرزوني، مدير الإرشاد والتوجيه جان حايك، رئيس مصلحة التعليم الخاص عماد الأشقر، رؤساء المناطق التربوية في المحافظات.
وانتظر الأهالي لأكثر من ساعتين حتى انتهاء الاجتماع، ليخرج بعدها رئيس منطقة بيروت التربوية محمد الجمل ليطمئن الأهالي بأنه سيتم تسجيل أولادهم بعد انتهاء «ضغط» اليومين الأولين لبدء التسجيل، تنفيذا للمذكرة الصادرة عن وزير التربية والتي تؤكد حصول كل تلميذ على مقعد دراسي.
وكان الأهالي وفي خلال تجمعهم في مكتب الوزير قد عبروا عن استيائهم من المعاملة «الفوقية» التي مارسها عدد من مديري المدارس. وأستغرب المواطن محمد عبله، الطريقة التي خاطبته فيها مديرة مدرسة (رفض الكشف عن اسمها) بقولها «روح وما ترجع.. ما منقبل راسبين في البريفيه». وأبدى أبو جمال امتعاضه من مديرة ثانوية عمر الزعني في الطريق الجديدة لاستقبالها «الناشف» لذوي التلامذة الراسبين في الشهادة المتوسطة. وقال: «صرخت بأعلى صوتها.. روحوا سجلوا أولادكم مطرح ما كانوا..». أضاف: «لو كنا نريد نسجل أولادنا في مدرستهم السابقة لما توجهنا الى المدرسة الرسمية، لذلك لم يعد أمامنا سوى اللجوء الى وزير التربية». وحال أم سمير لا تختلف عن حال أبو جمال، فقد توجهت صباحاً الى ثانوية جميل الرواس - بئر حسن، لتسجيل ابنتها ففوجئت بالمديرة تقول لها «لا تعودي الى هنا.. فلا نقبل تسجيل الراسبين».
وحول رفض عدد من مديري المدارس رفض تسجيل التلامذة الوافدين، وتحديداً الراسبين في الشهادة المتوسطة، أوضح الجمل لـ«السفير» أن السبب هو أن الأهالي «تدفقوا» دفعة واحدة في اليوم الأول من بدء أعمال التسجيل، علماً أن التدبير المعتمد، هو الأولوية لتسجيل التلامذة القدامى، ثم الناجحين الى صف أعلى، وأخيراً المعيدين، والجميع أماكنهم محفوظة.
ووصف الإقبال على المدرسة الرسمية منذ اليوم الأول بالجيد ويبشر بالخير، وبثقة الأهالي بالمدرسة الرسمية، خصوصاً بعد النتائج الجيدة التي حققتها في الامتحانات الرسمية العام الماضي. ولفت الى التحسينات التي طرأت على المدرسة الرسمية إن لجهة المباني، والتجهيزات، ورفدها بالهيئة التعليمية الجيدة، إضافة الى ما تحقق العام الماضي لجهة التعاقد مع أساتذة في مختلف المواد الإجرائية، الأمر الذي عزز الثقة بالمدرسة الرسمية.
وحول الشروط اللازمة لاستقبال الطلاب الوافدين من الدول العربية، أشار الجمل الى أن مذكرة صدرت عن وزير التربية تشدد على قبول أي طالب ومن الجنسيات كافة، في حال تأمين الشروط المطلوبة منه لجهة حمله لجواز السفر، والإقامة، إضافة الى المستندات اللازمة للتسجيل في أي صف والمرحلة التي درس فيها.
الاستعدادات الرسمية
وفي اجتماعه مع إدارته التربوية، شدد دياب على ضرورة استباق الأمور قبيل بدء العام الدراسي لكي لا تتلاشى الثقة بالمدرسة الرسمية، مؤكداً على توجيهاته بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب مهما بلغت الضغوط، خصوصاً في إدارات المدارس المقصرة أو المتأخرة الأداء.
وتطرق المجتمعون إلى موضوع المتعاقدين الجدد في حال لم يتوافر معلم الملاك، وعرضوا موضوع المواد الإجرائية وضرورة استكمال عملية استقطاب أساتذة هذه المواد بالتعاقد بحسب الاعتمادات المتوافرة. كذلك تمّ طرح برنامج الأساتذة الذين سيبدأ إعدادهم في كلية التربية للحلقة الثالثة الأساسية وترتيب دوامهم في المدارس، لا سيما أنّ بدء العام الدراسي في المدارس الرسمية تمّ تحديده في 19 أيلول الحالي وقد باشرت المدارس تسجيل تلامذتها.
وعن طلبات فتح المدارس التي كانت مقفلة سابقاً، رأى الوزير ضرورة مراقبة أعداد التلامذة المسجلين قبل اتخاذ القرار النهائي. أما المدارس الواقعة في مناطق نائية وليس لها بديل قريب فإنّ وجودها يتعلّق بتأمين حاجة ملحة تحقق الإنماء المتوازن.
كذلك تمّ طرح موضوع سداد بدل النقل لتلامذة المدارس المتعثرة التي تمّ قفلها، ونقل تلامذتها إلى مدارس قريبة.(السفير 6 أيلول2011)