قانون انتخابي جديد في LAU لـ«إلغاء العمل السياسي»؟

تبحث االجامعة اللبنانية الأميركية قوانين جديدة للانتخابات الطالبية المقررة مبدئياً في 11 تشرين الثاني المقبل لضمان تمثيل الجميع. القوانين تلاقي معارضة جميع القوى السياسية ما عدا تيار المستقبل. وتعزو القوى سبب التعديل إلى إلغاء العمل السياسي في الجامعة
للمرة الأولى ربما، يتحالف «حزب الله» و«القوات اللبنانية». يترك الحزبان خلافاتهما الكثيرة جانباً، ويشاركان في اجتماعات لبحث تغيير قانون الانتخابات الطالبية في الجامعة اللبنانية الأميركية، تحت عنوان «رجل واحد، صوت واحد». القانون تعارضه كل الأحزاب الموالية والمعارضة باستثناء «تيار المستقبل»، وهي تعد لاعتصامات وصولاً إلى مقاطعة الانتخابات. ما قصة القانون الجديد الذي غيّر التحالفات السياسية في الجامعة، حتى باتت كل الأحزاب في صف واحد ومعارض، تاركة «المستقبل» يغرّد وحده؟ يعترف بعض الطلاب المنتمين إلى «حزب الله» و«حركة أمل» بأن القانون القديم كان ظالماً، إذ لم يتح لـ«تيار المستقبل» مثلاً التمثيل علماً بأنه يأخذ 40% من الأصوات. لكن الحل لا يكمن في القانون الجديد، الذي زاد عدد مقاعد الطلاب من 15 إلى 43 طالباً.

المعيار إعطاء مقعد واحد لكل 100 طالب في بيروت ومقعد واحد لكلّ 50 طالباً في جبيل. في بيروت، يحق للطلاب الذين يملكون ما دون 60 رصيداً تعليمياً (credit) في كلية الهندسة المعمارية بأربعة مقاعد. أما الذين تخطوا الـ60 رصيداً، فيحق لهم بمقعدين. وتمنح كلية الفنون والعلوم الطلاب الذين لديهم ما دون الستين رصيداً 13 مقعداً، وما فوق الستين أربعة مقاعد. وفي كلية إدارة الأعمال، تتساوى المقاعد، وعددها عشرة، بين الطلاب ما تحت الستين رصيداً وما فوق.
أما في جبيل فتتساوى المقاعد في كل من كلية الهندسة المعمارية وكلية إدارة الأعمال وعددها 4 للطلاب الذين يملكون ما دون 60 رصيداً وما فوق. وفي كلية العلوم والفنون هناك 5 مقاعد لما دون الـ60 رصيداً واثنان لما فوق. في كلية الهندسة (4 مقاعد مقابل 7 مقاعد) وفي كلية الصيدلة (مقعدان مقابل 7 مقاعد).
وبالنسبة إلى معيار التصويت فموحد للفرعين، إذ يستطيع الطالب التصويت لمرشح واحد إذا كان عدد المقاعد دون الخمسة، ولمرشحين إذا كان عدد المقاعد خمسة أو ستة، ولثلاثة مرشحين إذا كان عدد المقاعد سبعة وما فوق.
لم يفهم الطلاب المعارضون للقانون الجديد اختيار العدد 60. خلال الاجتماعات بين الإدارة والأحزاب، أوضحت الأولى أنها تريد قانوناً يضمن حقوق المستقلين، ويلغي الطائفية. يستغرب طلاب «حزب الله» و«أمل» الطرح، لافتين إلى أن القانون الجديد يكرّس الطائفية، إذ حين يُمنح الطالب حق التصويت لمرشح واحد، يصوّت بالتأكيد لابن طائفته. ثم إنّ الطلاب يشيرون إلى أن لا مثيل لهذا القانون في العالم.
يقول مسؤول شؤون الطلاب في الجامعة، رائد محسن، إلى أن «الجامعة أرادت تطوير القانون الانتخابي، على أن يكون الجميع ممثلين». ولدى سؤاله عن قانون «رجل واحد صوت واحد»، الذي يرفضه الطلاب، يكتفي بالقول إنه يوجد قوانين عدة تجري دراستها حالياً، بينها النسبية، ولم يتخذ أي قرار نهائي بعد.
حاولت إدارة الجامعة، بحسب الطلاب، التخفيف من وطأة الصوت الواحد بزيادة عدد المقاعد إلى 43، بعدما كانت قد اقترحت، ولا تزال، قانوناً تحدّث عن 22 مقعداً.
تستنجد القوات اللبنانية بالهيئة اللبنانية لتحسين قانون الانتخابات، التي رأت أن «رجل واحد لصوت واحد» يزيد الطائفية لمصلحة المستقلين، وتستغرب أن القانون لا يحترم الأكثرية، ولا يمنحها حق التمثيل بالنسبة التي تستحقها. أصبحت جميع الأحزاب غير طائفية فجأة. يزعجها القانون الجديد لأنه يكرس الطائفية. ترى القوات أن القانون القديم أتاح للأحزاب التحاور.
يقول مسؤول «المستقبل» في الجامعة، محمد الملا، إن التيار لا يستطيع أن يقف في وجه الجامعة. ويلفت إلى أننا «نؤيد القانون الجديد لأنه يعطي كل حزب حجمه الحقيقي». ويرفض فكرة أن القانون يكرس الطائفية، فالمستقبلي السني لن يصوت حصراً للسني لأن التيار يضم جميع الطوائف!
يجمع الطلاب على أن الجامعة تهدف من خلال تغيير القانون إلى إلغاء الأحزاب والعمل السياسي في الجامعة. قد تكون الجامعة ضاقت ذرعاً بالساسة «الصغار». الحكم على الأمر لا يزال مبكراً.(الأخبار 29 أيلول2011)