نشرت "السفير" تحقيقاً حول التحرش الجنسي بالأطفال، سلّطت من خلاله الضوء على دراسة أجرتها منظمة «كفى عنف واستغلال»، بالتعاون مع «المجلس الأعلى للطفولة»، وموّلتها منظمة «غوث الأطفال السويدية». وتفيد الدراسة أن 16.1 في المئة من ألأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية أعوام و11 عاماً في مختلف مناطق لبنان، قد تعرضوا لنوع واحد على الأقل من أنواع التحرش الجنسي، وأن هذه النسبة لا تشمل إلا الحالات التي تم الإعلان أو الإفصاح عنها، علماً أنه في الغالب، تبقى معظم الحالات طيّ الكتمان لأسباب عدّة، أبرزها أن المعتدي غالباً ما يكون من المقربين من الطفل.
وأشارت "السفير" إلى أن الدراسة أظهرت أن معظم حوادث التحرش الجنسي تحصل في منزل الطفل، من قبل احد أفراد العائلة (الأب أو الأخ) أو الأقارب أو أصدقاء العائلة، مبينةً أنه في غالبية الأحيان يكون المعتدي شخصاً يعرفه الطفل ويثق به، وتعتبره العائلة من الأشخاص الآمنين بالنسبة للعلاقة مع أولادها.
ولفتت "السفير" إلى أنه سبقت دراسة «كفى»، دراسة أخرى أجرتها وزارة العدل في العام 2003 تستند إلى سجلات المحاكم والشكاوى، وكشفت عن الإبلاغ عن ثلاث حالات سوء معاملة أطفال أسبوعياً، وان الاعتداءات الجنسية تشكل 58 في المئة من مجمل الانتهاكات بحق الأطفال. كذلك تبين الإحصاءات أن التعديات على الإناث تمثل 66 في المئة من مجموع الإعتداءات، بينما تقتصر حصة الأطفال الذكور على 34 في المئة. ولعل أبرز ما بينته دراسة وزارة العدل ان إثنين في المئة فقط من المعتدين هنّ من النساء، بينما «يستأثر» الرجال الحصة الأكبر البالغة 98 في المئة. (السفير 25 تشرين الأول 2011)