الثقافة الذكورية والقوانين التمييزية يدفعان الشابات إلى الأعمال الحرّة

نشرت "السفير" دراسة للباحثة نهى بيومي تحت عنوان "تجربة النجاح المهني والمالي لدى الشابات اللبنانيات"، أشارت في مستهلها إلى أن الثقافة الذكورية السائدة، لا سيما على مستويي التشغيل والأجور، وقوانين العمل والأحوال الشخصية التمييزية، أدّت إلى انحياز الشابات إلى الأعمال الحرّة، أو إنشاء مؤسساتهن الصغيرة الحجم، أو اختيارهن العمل في مؤسسات دولية التي غالباً ما تكون أقل تمييزاً بين النساء والرجال.
وقد قسمّت الدراسة إلى سبعة أبواب، يبين الباب الأول منها الذي يعالج دلالات المال بالنسبة للشابات، أنهن يرين في المال "وسيلة لحياة أفضل"، ومصدراً للأمان الداخلي، والاستقرار النفسي والحرية. لكن الشابات رأين كما ورد في الباب الثاني أن المال لا يؤمن إلا سعادة "مؤقتة" كما وجدت الباحثة في الباب الثاني، وذلك على الرغم من أنه عامل من عوامل السلطة "من دون أن يشكل سلطة بحدّ ذاته".
وقد جزمت غالبية اللواتي شملهن البحث بأن العمل هو الأهم، وذلك لأسباب مختلفة أبرزها أنه يؤمن الاستقرار، إلا أنهن تمايزن في مسألة التخطيط المالي والادخار والاستثمار. فتبيّن للباحثة أن أكثرهن تخطيطاً "صاحبات المؤسسات، لأن هناك تمازجاً بين هدفهن الذاتي وهدفهن المؤسسي". كما وجدت أن "مجموعة لا بأس بها من العينة" تستثمر أموالها الفائضة بطرق متعددة منها لتوسعة الأعمال وشراء العقارات.
أما بالنسبة لعلاقة المال بحياتهن الخاصة، فأشارت الدراسة إلى أن المستجوبات العازبات ينتقين أزواجهن المستقبليين على أساس الحبّ والإعجاب والاستقلالية. وحيث لا دور للمال في اختيار الشريك.وعلى صعيد آخر تشير الدراسة إلى أن المتزوجات منهن يساهمن مالياً في أسرهن، إما بشكل عفوي أو باعتماد تقاسم المهام المادية مع الشريك.(السفير 11تشرين الثاني2011)