لا تزال تداعيات مرسوم سحب الجنسية من مئات اللبنانيين تتوالى، حيث إعتصم عدد من المواطنين السريان في باحة كنيسة السيدة في زحلة، رفضا لقرار سحب الجنسية من 24 عائلة سريانية زحلية، وفق ما أعلن رئيس الطائفة السريانية في زحلة والبقاع المطران بولس سفر.
وأكد المطران سفر أن الطائفة والأهالي سيتقدمون بطعن لدى مجلس شورى الدولة لإبطال قرار سحب الجنسية من العديد من العائلات، واصفاً الخطوة بقرار تهجير السريان من لبنان باسم القانون، مطالباً بوقف الظلم والظن، والاستبداد بحق المواطنين اللبنانيين الذين يقعون مرة جديدة ضحية المراسيم والقرارات الاعتباطية والمجحفة التي تصدر عن الدولة اللبنانية، من دون الأخذ بالاعتبار مصالحهم، وبطريقة غير واضحة وبعيدة عن الشفافية.
ورأى المطران سفر أنه إذا كان هناك خطأ عند إصدار مرسوم التجنيس، فإننا اليوم نعيش خطيئة اكبر من صنع الدولة نفسها، مشيراً إلى أن العائلات التي شملها قرار سحب الجنسية تعيش في زحلة منذ أكثر من خمسين سنة، ومنها منذ سنة 1930، وتضم أفراداً قاموا بخدمة العلم، من دون أن يتم استدعاؤهم وإبلاغهم عن أي خطأ في أوراقهم، ومع أن الأجهزة الأمنية قد تحققت من وجودهم في منازلهم. فجأة يصدر قرار سحب الجنسية من دون تبليغهم، أو إعلامهم شخصيا، فيعلمون بورود أسمائهم في الجريدة الرسمية، حتى لا يستفيدوا من المهلة القانونية للاعتراض .
وفي السياق نفسه، إستنكر الأهالي المجنسين من قرى وبلدات سهل الحولة، الذي يضم 36 بلدة، يقطنون في مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين بالقرب من مدينة صور القرار وإعتبروه غير عادل خصوصاّ أن الجنسية اللبنانية أُعيدت لهم بعد أن حرموا منها سابقاً بعد إعلان "دولة لبنان الكبير" و"معاهدة سايكس بيكو".(السفير/النهار15تشيرن الثاني2011)