45% من سكان منطقة رأس بيروت دخلهم غير كاف و25,4% من دون تأمين صحي

45 في المئة من سكان منطقة رأس بيروت دخلهم غير كاف، كما أن 4,6 في المئة منهم يتقاضون شهرياً أقل من 400 ألف ليرة لبنانية ويرزحون تحت عبء الديون والقروض والإيجارات المرتفعة التي يصل متوسطها الى 1,256,171 ليرة لبنانية حسب القانون الجديد و433,871 ليرة لبنانية حسب القانون القديم. واللافت ارتفاع نسبة كبار العمر من الرجال والنساء ومعاناة 31,6 في المئة من السكان من ثلاثة أمراض مزمنة أو أكثر. كما أن 25,4 في المئة منهم لا يمتلكون أي تأمين صحي، و14,3 في المئة كانوا بحاجة الى عناية صحية ولم يحصلوا عليها. نتائج أولية خلصت إليها "دراسة العافية في رأس بيروت"، في منطقة يظنّ الأغلب أنها مرتاحة مادياً، في حين لا يعرف إلا القليل عن تأثير تفاوت الدخل الآخذ في الاتساع على رفاه السكان ونوعية حياتهم.
وتهدف الدراسة، التي نفذها مركز البحوث السكانية والصحية في كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) بدعم من "مبادرة حسن الجوار" التابعة للجامعة، الى دراسة العلاقة بين الفقر والحرمان، والرفاه والعافية في منطقة رأس بيروت الإدارية التي شملت المنارة والحمرا والقنطاري وجنبلاط وعين المريسة وحي الجامعة".
وتذكّر المشاركة في الدراسة طالبة الدكتوراه في علم الأوبئة الاجتماعي أفاميا قدور لـ"المستقبل" أن "منطقة رأس بيروت التي تشتهر بالتنوع الاجتماعي والديني والسياسي، والجو المتسامح والمنفتح ثقافياً، شهدت منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1990 تغييرات ديموغرافية واقتصادية تمثّلت بنزوح العائلات ذات الدخل المتوسط وبنمو لجيوب الفقر".
وتلفت الى أن "الدراسة بدأت بجمع المعلومات عبر استمارات ومقابلات في كانون الأول/ ديسمبر 2009 ولغاية آب/ أغسطس 2010. وقد شملت العيّنة 1187 بيتاً، استجاب منهم 56,8 في المئة"، مؤكدة أن "المعلومات لا زالت قيد التحليل".
وتظهر الدراسة أن 14,9 في المئة من سكان المنطقة يتمتعون بنوعية حياة جيدة جداً و55,3 في المئة بنوعية حياة جيدة و25,4 في المئة بحياة لا جيدة ولا سيئة و3,8 في المئة بحياة سيئة و0,07 في المئة حياتهم سيئة جداً. ويتبيّن أن 9,8 في المئة من الأقل ثروة، حياتهم جيدة جداً، في حين ترتفع النسبة الى 13,4 في المئة لدى متوسطي الثروة وتصل الى 25,9 في المئة لدى الأكثر ثروة.
وتكشف أن 43,1 في المئة فقط من سكان المنطقة يشاركون في سوق العمل، في حين أن 33,7 في المئة منهم لا يعملون و23,2 في المئة عاطلون عن العمل، وغالبيتهم يعملون في القطاع الخاص (43,4 في المئة) وفي الأعمال الحرة (35,5 في المئة)، ولا سيما في قطاعات التعليم (17,1 في المئة) وخدمات أخرى (8,6 في المئة) وأقلها في النقل (1,7 في المئة) والفنادق والمطاعم (1,3 في المئة).
وتسجّل الدراسة نسبة 45,5 في المئة من سكان المنطقة من حاملي الشهادات الجامعية، في حين أنها 25,8 في المئة على صعيد كل بيروت. كما أن 76,1 في المئة من سكان المنطقة لبنانيون، ما يعني أن الربع أجانب من جنسيات مختلفة.
وفي حين لم يفصح نحو 20 في المئة منهم عن مستوى دخلهم، يتّضح من خلال الدراسة أن 4,6 في المئة من سكان المنطقة يتقاضون أقل من 400 ألف ليرة لبنانية شهرياً، وأن 24,7 في المئة يعتبرون أنهم ليسوا أغنياء ولكنهم يعيشون بمستوى جيد و23,8 في المئة يرون أنهم من بين الميسورين و23,8 في المئة لا اغنياء ولا فقراء و22,6 في المئة يتدبرون أمورهم كي يعيشوا مستورين و4,1 في المئة فقراء. أما الأغنياء فهم فقط 1,1 في المئة.
وتتنوّع، وفق الدراسة، ديون السكان بين ديون للعائلة أو الأصحاب أو أفراد آخرين وقروض سكنية وقروض سيارات وبطاقات ائتمان وديون أخرى. ويعتبر 44,8 في المئة من السكان أن دخلهم غير كاف، لا سيما مع ارتفاع قيمة الإيجارات التي يصل متوسطها الى 1,256,171 ليرة لبنانية حسب القانون الجديد و433,871 ليرة لبنانية حسب القانون القديم.
وإذ تبرز الدراسة ارتفاعاً في نسبة كبار العمر من الرجال والنساء، تؤكد أن 31,6 في المئة من سكان المنطقة يعانون من ثلاثة أمراض مزمنة أو أكثر، وأغلبها أمراض الضغط والكولسترول وأوجاع الظهر والمفاصل و"الشقيقة".
والجدير ذكره أن 25,4 في المئة لا يملكون أي تأمين صحي وأن 14,3 في المئة كانوا بحاجة الى عناية صحية ولم يتمكنوا من الحصول عليها. كما أن 6,2 في المئة يتعاطون المخدرات و2,5 في المئة يستهلكون الأدوية المخدّرة و6,7 في المئة يستهلكون الأدوية المهدئة، هذا فضلاً عن تدخين السيجارة (36 في المئة) والنارجيلة (21,2 في المئة) وشرب الكحول (نحو 43,3 في المئة يشربون بشكل قليل أو متوسط أو كثير).
وتأمل منسقة التواصل في "مبادرة حسن الجوار" توني شويري أن "تتم ترجمة المعطيات الى مشاريع وبرامج ترفع من مستوى معيشة سكان رأس بيروت، لا سيما في ظل حماسة السكان لمعرفة واقعهم".
وكانت عرضت نتائج الدراسة على ملصقات كبيرة وضعت أمس في باحة مبنى ستراند في الحمراء لمناقشتها مع الأهالي، على أن تُعرض اليوم (الأربعاء) في باحة مبنى حمرا سكوير، قرب مقهى ستاربكس وغداً (الخميس) في باحة سنتر الحمرا، مقابل مقهى يونس، وذلك من الحادية عشرة قبل الظهر وحتى السادسة مساء.